نصوص أدبية

يونس / ذياب شاهين

  

أنا حيٌّ

أيّتُها الفانيةُ

فلا تَهيلي عليّ

رمالَ عينيكِ

تـُكفيني

شفتاكِ البربريّتان

حينما تُسكراني

بمجذافيِّ الرغبةِ

فليسَ من الحِكمةِ

أن تلهبينني بسياطِ

غمّازتيكِ أيضا

إرحميني

من شهقةٍ

تلسعُ في قلبي

وظلمةٍ تنشبُ

ديدانَها في نَدمي

الليلُ صيّادٌ غادرٌ

يفاجئُنا

بشباكِهِ كلَّ مساء

وفي كلِّ مرةٍ

أقطعُ خيطاً

كيْ أنجوَ منهُ

ينمو لهُ ألفُ خيطٍ

تحزُّ روحي

موسيقى الثلجِ

النابضةِ في القصيّ

حيثُ تلتفُّ أشجانُها

على روحي

كالتفافِ أفعىً

على جَديٍ صغير

لا أجملَ

من غُصنٍ يقطعُ

صوتَ العاصفةِ

ليمسَّ

حُلمتيك المرسومتين

على أصابعي

مثلما يرتسمُ

صوتٌ يتمطّى

من حنجرةٍ متأوهةٍ

لما صادفتُ الحوتَ

سألني عن يونسَ

وحين

قابلتُ يونسَ

سألني

عن الليل

آهٍ

أيّتها الفانيةُ

كفى غَمزا

دعيني أتذوّقُ

طينَ جَسَدَكِ

كي تهنأ روحي

ما كنتُ طائراً

لأرفرفَ

بين الشكِّ واليقين

الموتُ حقيقتُنا الدامسةُ

والليلُ يرشُّ نجومَهُ

علينا

ألا

سُحقا لسفينتي

فالفنارُ يسحبُها

بقدميِّ الأمسِ

إلى أضوائِهِ

حين يرنُّ على الشاطئ

يا لِعينيها

وقد

لطّخَهُما الندمُ

كما تلطّخُ الحنّاءُ

كفَّيّ العروسِ

لمَ تذكرتُ حَدقتيك

حينما نزلتُ الماءَ

بحيرتين مُرتعشتين

كانتْ عيناكِ

عَجَباً

يا مَدينةَ الأسرارِ

موجعٌ طعمُ الرحلةِ

بدون حبيبتي

خُذي كُفوفي

لأدخُلَ الظلمةَ

ما زالَ الحوتُ

غيرَ مصدِّقٍ

أنّي نجوتُ

 

أبو ظبي-الثانية صباحا

الأربعاء 20/04/2011

 


العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2033 الجمعة 17 / 02 / 2012)


في نصوص اليوم