نصوص أدبية

سينما الخيام / سعد الصالحي

حسين بانزين في الشالجية. ها هي تناول خالي قحطان الطالب في الخامس الثانوي والعارف بكل زواغير بغداد نصف دينار كي يأخذني للسينما ، وكانت (الخيام) هي المفضلة لديه لجودة أفلامها ورفاهية ديكورها وصفاء الأغاني الرائعة التي تصاحب إنتظارنا قبل مقدمات الأفلام السريعة . كنتُ أجد في ذلك الطقس السينمائي عالماً أسطورياً ظل يصاحب ذاكرتي حتى في الأحلام والكوابيس .

يأخذ بيدي خالي قحطان بعد الخروج من السينما إلى مطعم فلافل (أبو سمير) المجاور لبوابة السينما حيث نرتكن مقعدين على سلم المطعم المزدحم بالزبائن . لقد كانت الصمونة مع طبق الفلافل بحباته الأربع مصاحبا بالزلاطة وبطل البيبسي غاية السعادة بالنكهة والحميمية معه وهو يعيد علي سرد قصة فلم (أم الهند) ودور البطل (برجو) الذي سيتحول إلى إيقونة درامية في علاقاتي مع أصدقائي من عشاق السينما .

أحببتُ خالي قحطان حد النخاع ، وأحببتُ فيه تحمله ثقلي وهو يشيلني على كتفه من محطة الباص إلى الدار في الشالجية حيث تستقبلنا أمي وقد سعدت بنومي على كتف أخيها الصغير .. قحطان .. والذي ما علم أنه يحمل على كتفه من سيعشق زوجته فيما بعد .

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2036 الأثنين 20 / 02 / 2012)


في نصوص اليوم