نصوص أدبية

أُحِــبُّـــكَ وبَـعْـد،... / سعـيدة تـاقـي

 

 

1 ـ

سِرُّ الحبِّ عُمْقه.

إنه يطفو على السطح كلّما غارَ في الحشا.

 

لا نُــدرِك متى يَحلُّ.

نَـلْتَــقـيه بغْـثةً على مَراقي الدهشة،

و هو في القلب مستوطِنٌ مُـقـيـم.

 

يحتلُّ منابعَ الدفء.

لـنُـكابِدَ بَعـده،

أدرانَ الصَّقـيع.

 

2 ـ

يجْرِفـك نحْو أمداءَ لم تعـرِفها.

فتكـتشف فجأة ذاتَـك.

 

 

تغُوص في اكتشاف مَواهب غريبة:

تمنحُ روحك، وأنت مبتسِمٌ،

كي يستَمتِع الآخر.

 

تحْلمُ باقـتطاف النجوم،

و أنت مُقـبِلٌ بخِـفَّة على سمائه.

تخذُلـكَ الأجنِحة،

و تُلـوِّحُ لك الحريَّة من بعيد.

 

3 ـ

قارّات لم تزُرها من قبل..

بحارٌ لم تُتقِـن، المشي على شطآنها..

متاهاتٌ مفتوحة..

و عليك أن تستجدي المَخارج وحدك.

 

يغمرُ الأعيُنَ بالسِّحر.

أ لم يكن أعمى؟

 

تُزهِر على تخوم الفرح هواياتٌ جديدة.

أن يلتهمَك الحريقُ

حِمَماً ملتَهِبةً،

ذات انـتـشاء؛

مَثَـلاً.

 

4 ـ

تُقتَ إلى سجنه يحرٍّرُك من الوحدة.

فكان التعدُّد ينـتظِرك بصيغة المفرد.

 

تُـلـفِـيه لمّا يقـتحِم حصونَـك،

غـازِياً صلـباً.

يسلبك القلعة والأبراجَ،

و صامِتَ الأجراس.

و بعد سقط المتاع،

لا يعفو

يطالبُ بباقي الأنفاس.

 

يأتي حارقاً.

و يُفرِغ خَلْفَه،

الزخّات.

 

5 ـ

بين العبرة والعبرة ،

تسْتَعِـر في الجوى الجمرة.

 

بعضُ الشَّوقِ زادُهُ

و بعضُ الطَّوقِ بِعادُهُ،

و  المَدى كلُّه.. فؤادُه.

 

كيف نُقاوِم؟

نُسلِمه الودادَ،

و لنا أن نشتكي.

لا المعنى وافٍ،

و لا الوصلُ ضافٍ،

و لا البوح كافٍ.

 

12 فبراير

2012

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2036 الأثنين 20 / 02 / 2012)

في نصوص اليوم