نصوص أدبية

لو أطلقتني / كريم مرزة الاسدي

 

 

لو أطلقتنـي في سمـا رحابِها

أطيرُ في زهــو ٍ الى قبابِــها

ألـتمــسُ اللهَ عــى محرابــها

وأسكبُ الوجدَ علـى أعتابـها

وألثـمُ الطهـــرَ ثـرى ترابـهــا

لمـا نظمتُ الحزنَ في غيابها

****

 

لو خبّأتنـي في هوى أهدابها

وكـان لطفُ الردِّ في جوابـها

ومــدّتِ الآمالَ منْ سرابــها

وأطعمتنــي القشرَ منْ لبابـها

وجرّعتني المرَّ منْ شرابــها

لما نظمتُ الحزنَ في غيابـها

عـاتبتُها أرهفُ منْ عتابـِــها

****

 

لو كان دفءُ الحقِّ في ضبابها

والشمـسُ لا تـأتي الى أبوأبـها

وأمطرتنـي مـن لظـى عذابـها

والهمسُ يعلو من جوى شبابها

والطيرُ يشدو في ربى هضابها

لما نظمتُ الحزنَ في غيابــها

****

 

لو كان عدلُ الناسِ في خرابها

والشرقُ لا يُعدّ ُ منْ ألقابـها

والعلمُ قد عزَّ على طلاّبــها

وخيّمَ البؤسُ على أحسابــها

وتنهشُ الأمراضُ في أنيابها

منْ قمةِ الرأسِ الى كعابـها

لما نظمتُ الحزنَ في غيابها

لو كان عدلُ الناسِ ِفي خرابها

****

 

لو شُطـــبَ الحقـدُ على جنابها

والحـــبّ ُ في أجـوائها سما بها

ويُحضــنُ المسـيءُ في متابها

ويغـــرقُ الجميــلُ في ثوابـها

وصاحبَ الانسانُ منْ أصحابها

لما نظمتُ الحــزنَ في غيا بـها

****

 

لو ولـّتِ الدنيا على أعقابها

والحرّ ُ لا يأبهُ منْ أقطابـها

والـرأسُ مرفوعٌ على رقابها

والصدقُ لا يخافُ منْ كذ ّابها

لما نظمتُ الحزنَ في غيابـها

****

لو لم يك ( أحمدُ) منْ أصلابها

وألهمَ الفكرَ( أبــو ترابـها )

وزادها ( السبط) بكا أربابها

فقامتِ الدنيا على أعقابـها

يستغفرُ اللهَ هـدى طلاّبــها

لما نظمتُ الحزنَ في غيابها

****

 

لو لم يكُ المجدُ على أحقابها

وكفّ ُ (هارون ٍ) على سحابها

وهيّبَ (المأمونُ) في كتّابـــها

والعلمُ ضاءَ منْ سنا شهابها

والشعرُ باتَ منْ علا خطـّابـها

ليعقدَ الدرَّ(أبو أطيابــــها)

وتزدهي (عشتارُ) في (سيّابها)

لما نظمتُ الحزنَ في غيابــها

****

 

لو جنّـــة ُ اللهِ علــى ترابـها

وتعبــقُ الأزهارُ مـنْ أطيابها

ويلعــبُ النسيمُ في جلبابــها

والخمــرُ والكوثرُ منْ شرابها

ولم ترَ الأيـّـامَ في مصابـها

ويكــرعُ الطفلُ عنا أوصابـها

والبسمة َ الصفراءَ منْ كعابها

وتكتسي الحـدادَ منْ ثيابــها

لما نظمتُ الحزنَ في غيابها

****

 

لو أمّلتنــي في دجى انتحابها

قد أُنزلَ الآمانُ فــي حسابـها

وحـلَّ اســمُ اللهِ فــي شعابــها

وتأنسُ الريـــمُ أسـودَ غابـها

ويستظلّ ُ الطيـرُ منْ عقابها

وكــلّ ُ إنسـان ٍ لها أولى بها

وسادَ فعلُ الخيرِ في آحتسابها

لما نظمتُ الحزنَ في غيابـها

****

 

لو أرضعتني الجهلَ منْ أوطابها

ولم تمـــطْ لي عنْ ذكــا نقابــها

وصيّرتني الصفرَ منْ أسرابـها

لا يفقهُ الرؤوسَ مـنْ أذنابـها

أو يدركُ الإحساسَ في آدابـها

لما نظمتُ الحــزنَ في غيابـها

عاتبتُها أرهــفُ منْ عتابها

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2039 الخميس 23 / 02 / 2012)

في نصوص اليوم