نصوص أدبية

يا ربوع الشآم / سعود الأسدي

 

يا رُبوعَ الشآمِ أنتِ ربوعي

وربيعُ  " الأعرابِ "  ليس ربيعي

 

أنت أشعلتِ للمحبّة نارًا

في فؤادي تضيءُ بين ضلوعي

 

طلعتْ منكِ للعروبة شمسٌ

سوف تبقى منيرةً في طلوعِ

 

معبدٌ للجمال فيك ونجمٌ

وهلالٌ ضياهُما في سطوعِ

 

أحمدٌ إذْ أتاكِ ضَمّتْ رُؤاهُ

ألقاً شعَّ مثلُه في يسوعِ

 

فأضاءَ الوجودَ يا شامُ منكِ

بطرازٍ من الجِنان بديعِ

 

 

وقلوبُ الجموعِ حولَكِ درعٌ

تَهَبُ البأس كلَّه للدروعِ

 

وبك الأمنياتُ تزهرُ حبًّا

مثلَما أزهرتْ أغاني الجُموعِ

 

لم ينمْ أهلُكِ اللياليَ لكنْ

سهروها وغيرُهم في هجوعِ

 

عَرَبٌ قيل إنّهم وكِذابٌ

ما ادّعَوْهُ في " دوحةٍ وبقيعِ "

 

يا ربوعَ الشآمِ والدمعُ وَجْدٌ

لكِ تسخو إذا ذُكِرْتِ دموعي

 

هل كثيرٌ عليكٍ أنزفُ دمعاً

ولقد قلّ إنْ نزفتُ نجيعي

 

لي خشوعٌ " بباب توما " وأجثو

وأراني كراهبٍ في خشوعي

 

و" بمُحْي الدينِ " الحبيب اقتدائي

وهو في دينِهِ  مُحِبُّ الجميعِ

 

والمَعَرِيُّ وهو نبراسُ عقلٍ

قد نأى النأيَ عن شيوخ القطيعِ

 

ليته بيننا ويسمعُ فتوَى

من فتاوَى أصحابِ دينٍ مبيعِ

 

حلّلوا القتلَ في العبادِ بمالٍ

أخذوه من " دوحةِ "  التوزيعٍ

 

إنْ يكنْ يا شآمُ طالَ غيابي

عنكِ في غربتي وجفّتْ فروعي

 

فأصولي لديك عدتُ إليها

لأرى البعثَ كلَّهُ في رجوعي

 

في بعادي ظمئت يا نبعَ روحي

ولبست الأسى وقد طالَ جوعي

 

وأنا منك يا شآمُ وحبّي

لك يحلو بأن يكون شفيعي

 

لك مجدٌ يضيءُ سودَ الليالي

بنجومٍ بها أضأتُ شموعي

 

وخضوعي إليك يا شامُ حُبٌّ

لستُ أرضى إلاّ إليكِ خضوعي

 

وصلاتي إليكِ عيشُ أمانٍ

في سجودي يا قِبلتي وركوعي

 

وإذا متُّ والتحفتُ ترابي

فسيبقى إلى ثراكِ نزوعي

  

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2042 الأحد 26 / 02 / 2012)

في نصوص اليوم