نصوص أدبية

الزمن الشمال – أميركي / عادل صالح الزبيدي

بولتيمور بولاية ميريلاند لعام 1929 تعد الشخصية النسوية الأبرز والأكثر تأثيرا في أميركا خلال النصف الثاني من القرن العشرين. تلقت تعليمها في جامعة هارفرد حيث أصدرت خلال السنة الأخيرة من دراستها أول مجموعة شعرية بعنوان (تغيير عالم) عام 1951 رشحها الشاعر و. هـ. أودن لجائزة جامعة ييل للشعراء الشباب  وكتب مقدمة لها بعد فوزها بالجائزة. ثم تلتها مجموعات عديدة منها (قاطعو الماس)1955، (ضروريات الحياة)1966، (إرادة التغيير)1971، (الغوص نحو الحطام)1973، (إحدى وعشرون قصيدة حب)1976، (سلطة الزمن) 1989، (إنقاذ منتصف الليل: قصائد 1995-1998)  و(الليلة لا شعر سينفع: قصائد 2007-2010)  وغيرها، فضلا  عن نشرها العديد من الكتب والمقالات في السياسة وأحداث العالم المهمة وحقوق المرأة. حازت ريتش العديد من المنح والزمالات الجامعية والشهادات الفخرية وفازت بالعديد من الجوائز والأوسمة.

 

 

الزمن الشمال-أميركي


1

عندما أظهرتْ أحلامي علامات
كوني أصبحت
سياسيا على صواب
ولم تظهر صورا جامحة
هاربة فيما وراء الحدود
عندما وجدت وأنا ماش في الشارع
بأن مواضيعي فُـصـّلت لي
عرفت ما لن أدلي بتقريري عنه
خوفا من أن يستعمله الأعداء
حينها بدأت أعجب

2   
كل شيء نكتبه
سيستخدم ضدنا
أو ضد من نحب.
هذه هي الشروط،
خذها أو دعها
الشعر لم تتوفر له قط فرصة
القيام خارج التاريخ.
فبيتٌ كُتب بالآلة الطابعة قبل عشرين عاما
يمكن أن يُعلن على الملأ على جدار بمرشـّة طلاء
أن يمجد الفن بوصفه تجردا
أو تعذيبا لأولئك الذين
لم نحببهم ولكننا أيضا
لم نرد قتلهم

نحن نتحرك لكن كلماتنا تقوم
تصبح مسؤولة
وهذا امتياز لفضي

 

3
جرب الجلوس إلى آلة طابعة
في أمسية صيفية هادئة
على منضدة قرب النافذة
في الريف، جرب التظاهر
بأن زمنك غير موجود
وانك مجرد أنت
وان الخيال يشرد
مثل فراشة عظيمة، دونما قصد
جرب إخبار نفسك
بأنك لست مسؤولا
تجاه حياة قبيلتك
روح كوكبك

4
لا يهم بم تفكر
الكلمات توجد مسؤولة
كل ما تستطيع فعله هو أن تختارها
أو تختار
البقاء صامتا. أو، لم يكن لديك خيار قط،
وهو السبب في أن الكلمات القائمة
هي المسؤولة
وهذا امتياز لفضي

5

افرض انك تريد أن تكتب
عن امرأة تظفر
شعر امرأة أخرى
منسدلا أو بخرز وأصداف
إلى ضفائر ذات ثلاث جدائل أو على شكل صفوف بذور الذرة
فيستحسن إن تعرف سمكَ
طولَ نمطَ
سببَ قرارٍها أن تضفر شعرها
كيف يضفرونه لها
في أي بلد يحدث
وأي شيء غير هذا يحدث في ذلك البلد

عليك أن تعرف هذه الأشياء

6
أيتها الشاعرة، أيتها الأخت: الكلمات
سواء يعجبنا ذلك أم لا
تقوم في زمنها هي
لا فائدة من الاحتجاج على أنني كتبت قائلا انه
قبل أن يُنفى كولونتاي
تُقتل روزا لوكسمبورغ، مالكولم،
آنا ماي أكواش
قبل تريبلينكا، بيركيناو،
هيروشيما، قبل شاربفيل
بيافرا، بنغلاديش، بوسطن
أطلنطا، سويتو، بيروت، آسام
--
تلك الوجوه، أسماء الأماكن
التي قصها مقص تقويم
الزمن الشمال-أميركي

 

7
إنني أتأمل هذا في بلد
تسرق فيه الكلمات من الأفواه
مثلما يسرق الخبز من الأفواه
حيث لا يُودَع الشعراءُ السجنَ
لكونهم شعراء، بل لكونهم
ذوي بشرة داكنة، وإناثا وفقراء
إنني اكتب هذا في زمن
يمكن أن يستخدم فيه
أي شيء نكتبه ضد أولئك الذين نحبهم
وحيث لا يوضحون لنا السياق أبدا 
رغم أننا نحاول أن نشرح، مرارا وتكرارا
من اجل الشعر في الأقل
فإنني بحاجة لأن اعرف هذه الأشياء.

 

8
أحيانا وأنا أنحدر بطائرة
ليلا فوق مدينة نيويورك
كنت أشعر كأني مسافر 
دعي لدخول، دعي لإشغال
حقل الضوء والظلمة هذا.
فكرة عظيمة، تولدت عن الطيران.
لكن تحت الفكرة العظيمة،
ثمة فكرة مفادها أن ما عليّ إشغاله

بعد تسلق سلّميَ القديم، جالسة
عند نافذتي القديمة
يقصد منه تحطيم قلبي وأن يصل بي الحال إلى الصمت.
 
9
في أميركا الشمالية الزمن يتعثر في تقدمه
دون أن يتحرك، مطلقا ألما شمال-أميركيا معينا فحسب.
كتبت جوليا بورغوس:
إن كون جدّي عبدا
هو مدعاة حزني. ولو كان سيدا
لكان ذلك مدعاة عاري.
كلمات شاعر، عُلّقت فوق باب
في أميركا الشمالية، في العام
ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانين.
البدر الموشك على الاكتمال يطلع
كلام سرمدي عن التغيير
خارج برونكس، نهر هارلم
البلدات الغريقة في خزّان كوابين
روابي الدفن المسروقة
المستنقعات السامة، تربة الفحص
وأبدأُ الكلام ثانية.

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2042 الأحد 26 / 02 / 2012)

في نصوص اليوم