نصوص أدبية

لا تواسوني / همسة يونس

دَعُوني اليوم إخواني أُحَدِّثُكُمْ

عَنِ الأحلامِ أَرْسُمُها لِأَطفالي...

وعن قمَرٍ..يُدَنْدِنُ حُزْنَ مَوَّالي

وعن وجَعٍ تقاطر في قلوبٍ تبتغي ردّاً

لأِسئلةٍ تدحرجها..

حناجِرُ ليلِنا الدامي

عن الصّفَعاتِ يُمْطِرُنا

بها القاصي كما الداني

********

 

ويأتينا على عَجَلٍ

بريدٌ من خياناتٍ

فواعجبي

عويلُ اليأسِ أرهقني

وصمتُ الجارِ أضناني

ويا خجلي

لِنصرٍ شاخ َ في المهدِ

لهُ كتبوا

شهادةَ يُتْمهِ الثاني

على أكتاف دمعتهِ

له حملوا

جنيناً من صراعاتِ

ترانا ..نجهلُ الجاني؟!

*********

 

دعوني يا بني وطني

أتَبْكوني...؟!

وقَدْ غُصَّتْ مناديلي..؟!

أَتَبْكوني..؟!

وَلَيْلُ الغُرْبَةِ الصَّمّاءِ يَتْبَعُني

يُعانِقُني كما ظِلّي

أنا عصفورةٌ عطشى

أسافرُ بين أوطاني

أُهَدْهِدُها

أُصَبِّرُغزةَ العِزّة

وألثِمُ جُرْحَ بغدادِ

أنا جَبَلٌ...أنا بَحْرٌ...أنا تَنْهيدَة الزَّهْرِ...

ورُغْمَ نزيفِ ذاكِرَتي

سَأَنْتَفِضُ

ورُغْمَ الموْتِ...رُغْمَ الغَدْرِ...سابِقُهُ كما الآتي...

سَأَشْتَعِلُ

لِتُولَدَ ثَوْرَةٌ كُبْرى

لِأَنْقُشَ في سَما العَلْيا

بياناتي

بِأَنّي ابْنُ انتِصاراتي

وإيماني.. يُعَرِّشُ يبنَ أورِدَتي

دعوني لا تُواسوني

فَما أَحْتاجُهُ مِنْكُمْ

رِجالٌ تَسْحَقُ الذِلّةْ

وتَغْرِسُ في صدورِ الشَّرِّ خِنْجَرَها

لِنُكْمِلَ مِنْ هُنا الرِّحْلةْ

دعوني لا تُواسوني

فقط..مُدُّوا يداً حُرَّةْ

تَهُدُّ جِدارَ سَجّاني

وَتَحْطِمُ سَوْطَ جَلاّدي

وتَمْسَحُ عنْ جِباهِ العُمْرِ

كُلَّ دُموعِنا المُرَّةْ

أجيبوني

فقد طالت نداءاتي

أجيبوني

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2046 الخميس 01 / 03 / 2012)

في نصوص اليوم