نصوص أدبية

مقاربات روحية / حسين عجة

  

1- أيمكنني التناغم مع غثيانه، وإن تنازعتْ كل أشكال ظهوره مع تقطعات قلبي؟

2- طرق حديدي، مضني، دون جدوى، أيهما؟ جذوة، من أجل التحمل وحده. كنتُ أحياه حتى موت النفس. لكثرة ما باركت تحولات الأشياء التي لا أفهمها. لفترات الزمان الشقيةِ، ربما حتى اليوم، بَقيتُ خالياً من الضيوفِ. مع المخلافات الأليفةِ، الفوارز التي تمسني بعوزها، قليل من العرق الناضح، ستجدني حطاماً. تلك ليست علتي، حيثما توهمني العين بولادة فرجة في قلب الدغل المتراكم. نادرة.

3- وردة الحشيش.

ليس النبتةِ، الحديقة، الفردوس، الجنة؛ وردة اللامكان.  

4- اللون أيضاً : لن يكون من الرعونة زخمي، لكي ينادي عليها بالبياض، الحمرةِ، أو فضة العشق. حرام. بنفح وعرس المعاني التي أسعفتها، كائن من أكون، من حرماني المُثلمَ كمنجل الجياع، الصاغة بلائحهم التي تمس قاع الأرض، كانوا أكثر رأفةً على يافعتي من أهلي.

5-يدي غيض من أشياء وظواهر تبخرت في صخب الطبيعة. حين حاولت الإقتراب منها، هنا، هي اللامخلوقةِ، في ذات العزلة تخلفني، بين أضعلي أو على طرف لساني، تلتفع بالأحرى بذرائع اليوم، الأمس، المستقبل، أنا، روحي، ربما في الباب المُخيف لمتاهاتها.

6- الأمر ذاته يحدث، ينبغي حدوث شيء ما، في لحظة النعمة، النسيان حيث لا تتمكن، أو قد ركائز جسدي تحمل ضربات عشقه.

7- قلت، سأفلت لكي لا تبزع الحواس، بأكاليل وردها، يحنو بعضها على عتابات بابها، أية خرافة! متعة، في كل ليلة أرددها على رهافة أذنيها : أناملي، ستجد في العتمة، ليكن الفراق بعمر الخليقة، ستمتد من تلقاء نبضها وتعثر على رائحة جلدك، وليس عطرك، في الثنايا المتداخلة لأحدى فساتينك المهملةِ. منْ تنزهوا، دون بوصلة، على حوافي حب رجل لأمرأة قد يفقهون لوعتي.

8- رباه، أو القيظ الذي نزعني كقشة من وطني، هل أصغيت يوماً، ساعة، دقيقة لما توعدني هي به من بذخ ودلال في آواخر العمر؟ الضحكة-النوطة الخاطفة ذاتها، تنور الزئبق الفائر في تنهدات صوتها؛ تجلي، عليل ويكاد هواء العالم يأسرني، شددت على كل ما في أوتار صوتي من عافية وناشدتها : فاتن، أتتذكرين شعلة السماء التي حرقتني، ملابس العيد المُقلمةِ التي كان ينتقيها والدي من فقره حتى اشم رائحتك؟ في كل نهار فاضح، أو ليل مسفوح في البوادي تُغيَّيرْ اسمي : كاندس، الدمية المُتخيلةِ، نافذة الندى الليلكي، وغيرها من مجازات الصبية؛ حتى مفردة شبق، تحترق لكي تستقبل المسافة الشموس فيضانها وزبد أطيافها. تلك كانت اجابتها وأنا مزهواً بالفراغ والعفة جارتي. تُخلق الكائنات من القحط الدائم للمتعةِ.

9- "في سني حداثتي الأشد طواعية منحني والدي نصحاً : إذا ما ستشعرت يوماً بالرغبة في انتقاد أحدهم، عليك التذكر بأن أحدهم لم يحظ بنفس الفرصةِ التي حظيت أنتَ بها". محاصرة بعشق فرضه عليها الخالق منذ نعومة أظفارها على السباحة في المحيطات والزوارق الثملةِ، الرقص الكوني المُختلط بشهوات الشيطاين وعهر حوريات البحر، بالتراتيل الكنسية حيث غاب عشائها الأخير والأكبر؛ هي كما هي، عليها إقتفاء الأثر الذي يتغازل مع هواجسي، شهواتي، ناري والقذف المدوي في صومعتي. لا أخفي على مسمعها أية ندبة تحرث مناطقي. تلك الصيحة الممزقة لعفة السكون والليل البريء، الجاحد، ما يجعلها تتمسك بفروع أغصاني المقطعة. أضع، دون ريبة، هنا، العراق، الذي أحال بيني وبين أخذها، كرجل، من الأمام والخلف، تحت شجيرات ليمون ديالى العسلي-الحامض.

10- لم الخشبة من الكتابة المسمارية؟ كما في السماء الزرقاء، البهية، التيه والعتمة الأبدية، هناك لغيط الأرض، مدار السرطان، مدار الجدي، غابة البرازيل، الغابة القارية، عام فيل محمود جنداري، الهذيان الألهي لسقراط بقضه وقضيضه باتجاه القبة الشاقولية، الغيمة المطرية، أشجار الفحل الذكرية، شهب ثورته العضوية، فيافي المرأة، حرمة، حرم، قنة، سيدة غجرية، عشيقتي التي اتوقع هيجان تنور زئبئقها وغدرانه السخيةِ.

11- لنرجسيتي المفلسة، هنا في ضيافة الربيع، قد أقول أنا : الشيء الوحيد الذي يدمدم دون نفسه، أو أعضائه.

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2047 الجمعة 02 / 03 / 2012)


في نصوص اليوم