نصوص أدبية

أيّ... وأي؟ / حارث معد

والشمسُ حجبتْ أشعَّتَها

عن فراشي المبقَّعِ بعَرقي الأصفَرْ

منذ عانقتُ أبوابَ القصائد المجهولة

والخربَشاتُ على أوراقي،

تمحو الأسطُرْ

منذ أن احمرَّ خدِّي، مِن صَفْعِ كتاباتي

صرتُ أكثرَ مكراً في الهذيانْ

ها هي أمواج الاختفاء

والسفنُ التي تبحرُ في الرمل.

أنزلوا الأشرعَة،

لم تعدْ لي جُزُرٌ أسعى إليها

لم تعدْ كتاباتي تصفعُني

وهي واقفةٌ معي في منفاي

كالمَدِين أمام بائعِ الخمرهْ.

أيتها النسوةُ المزدحمات،

في ليالي العيد،

أرسلن لي أقلامَ التبرُّجِ،

وعِطرَ الإغراء

وأقراطكنَّ الساحرة كالأهِلًّة

أيها العطارونَ،

أرسلوا لي مكيالا ورَحى

أيها الفحامونَ،

أرسلوا لي منقلاً للشواء

أيها الحلاقونَ،

أرسلوا ذقنا وملقطا

أيها البائعون،

أرسلوا كلَّ ما في (سوق هرج)

أنتم جميعا أرسلوا

وخذوا ضحكات مقهقهة

وتعابيرَ مفضيةً إلى السرور

ووجوهاً مقعَّرةً كالملاعقْ

أود أن أكون كالمهزومِ،

في قريةٍ نائية،

في كوخٍ من حصير

عند كهلٍ متهدلِ الحاجبين،

مجعَّدِ الخدين

شرايينُ يديهِ مثل عروقِ القرنفلْ

يمسحُ بها جبيني

ويقولُ: من أي ... أي ... أتيت؟

- من ضواحي مدينتي المدغدغة،

التي تسكعتُ فيها

بفراشي الذي لم يعدْ مُرَقَّعاً

أعرفتَ من أي...

وأي..؟

**

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2049 الاحد 04 / 03 / 2012)

في نصوص اليوم