نصوص أدبية
همسات مبتورة / ياسمينة حسيبي
يخلعُ قميصَ ضوئهِ
ثمّ يرميهِ على حافة السّرير
[تَتَصيّدهُ] نجمةٌ (غَانية)
تراودُهُ عن نفسهِ بغُنجٍ
فيدفنُ قَـميصَهُ في صَدرِها
على مَـرأى ومَسْمعٍ من الغِواية
ثمّ يرحلُ دون أنْ يسأَلَـهُ أحدٌ :
أَقُـدّ القميصُ من قُبُل أَمْ من دُبُر !
2- آخر مشهد
كعتمةِ ليلٍ تَـمُدُّ لسانَها للنّهار
نِكايةً فيهِ وفي خيوطِ الشمس
غير آبهةٍ بالعابرين [إلى أنفُسهم]،
وداخلَ حُفرةٍ مليئةٍ بالنّسيان
تَجْـلِسُ خيباتٌ من لحمٍ ودمٍ
تُقلّمُ أحْـلامـها الطّويــلـة
وتَـتسامرُ بالقصص [المُسيلة للدموع]..
تحْكي عن البطَـل العربيّ الوحيد
الذي يموتُ [دائمًا] في ذِروةِ الحبكة
بطعنة سكّينٍ من أقرب الناسِ إليهِ !
3- خطيئة
كَـأنَـا وأنتَ، نَـتبادلُ القُـبل
بين الجدار... والمستوطنات
ونحتطبُ الوعودَ من ضلوعنا
نـَبْـتعدُ [عنّا] ونقتربُ [منّا]
[نُـواعدنَا] سرًّا بين الخمائِل
تَـفيءُ الأشعار في عُـيونِنا
فيمطرونها رصاصًا وجَـمرًا
لتتَحوّلَ إلى ذنوبٍ كبيرة
ليست لها شواهدُ ميلاد
وفوق الجدارِ ظِـلُّ [تمساحٍ]
يمضغ الكلام باستمرارٍ
ثم يَلفظُـهُ دموعًا [اصطناعية]
على حائطٍ كان [بُراقًا] فأصبحَ [مبكى]
4- ولا يزال البحث جاريا
كحـمامة السّلام يملأُ هَديلُها
كـَراريسُ المدرسة
وأقلام [الرصَاص]
[تحُطّ] على "كوفيّة" من [هبّ ودب]
والمعلّمُ العربيّ جدّا
يُنْشدُ للتلاميذ "بحماس" :
طارَ الحمـَام حطّ الحمَام
في عينِ صقرٍ [غريب]
يَـجْني ثمارَ الزيتون
ويملأُ بها أربع وستّين "قِرْبة مـَثْقُـوبـة"
يرفع تلميذٌ ذكيّ أصبُعهُ
ويتمْتمُ بصوتٍ هامسٍ :
مـَا زالُـوا يبحثون عن الحمامة ...
في فوهة البندقية !
ياسمينة حسيبي
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2051 الثلاثاء 06 / 03 / 2012)