نصوص أدبية

لا تسلني / عبد الفتاح ألمطلبي

 

 

لا تسلْني فقد تلجْلجَ نُطقي

إذ أطلّت بعريِّها وُسع َ أفقي

***

بَعثتَ في النفوسِ ميْتَ هَواها

والفؤادُ اعتراهُ هاجسُ عشق ِ

***

 و أضلّت بظلّها من تمادى

بضَلالٍ أقلّهُ  عيشَ حُمق ِ

***

وكأن الدهورَ تصرخُ فينا

أيها الخلقُ  كم سُبِقْتَ بخلق ِ

***

أسرجوا الريحَ فالحياة  سباقٌ

والميادين كلّها ساحُ سبق ِ

***

إن ماءَ الآمال ِ قد غاضَ فينا

في جِبابٍ من الرُؤى ذاتِ عُمق ِ

***

ليسَ  ما يوصل المغامرَ فيها

لرواءٍ سوى جناح ٍ و خفق ِ

***

كم رَعَى الدهرُ في حياتي ولكنْ

من ضروع ِ السنين بئتُ بمذق ِ

***

ليتَ شعري وهلْ تريد خداعي

بسرابٍ أم كانَ وَهلَة َ صِدق ِ

***

إنّ سرَّ العبور ِ  للحلم ِ  حِذقٌ

ليت روحي تَدبّرَتْ بعضَ حِذقِ

***

لم تزل والقيودُ تدمي مُناها

فهيَ  توّاقَةٌ  للحظَةِ  عِتق ِ

***

لم يزلْ شوقهُا  لنخلٍ ونهرٍ

وفضاءٍ في ملعبِ الريحِ طلق ِ

***

أجُناحٌ أن تُثمِلَ القلبَ ذكرى؟

لهوىً مَّر مثل عطرٍ بنشق ِ

***

ما تمتعتُ غيرَ  قطرةِ طَلٍّ

كيف بي  والمنى كوابل ِ وَدْقِ

***

لاعِباً كانت الحياةُ ونحنُ

لم نكنْ فوق كفـّه ِ غيرَ خُرْق ِ

***

كلما مرّ في السماءِ شهاب ٌ

قلتُ أودى بمارقٍ حتفَ حرق ِ

***

غير أن البحارَ والأرضَ ملأى

بشياطينَ لا يُبارونَ زُرق ِ

 ***

أينما كنتَ  فالمسيرُ حثيثٌ

صوبَ غربٍ مضيتَ أو نحو شرق ِ

***

فائزاً أو تكون بعدَ المُصَلّي*

َأو أخيراً تكون ليسَ بفرق ِ

***

تاهَ عقلُ اللبيب ِ مابين سودٍ

من ليالٍ تمرُّ عجلى وبُلْْق ِ

***

ومتاعاً  مُتّعْتهَُ لا يُساوي

محنة َ  الوالداتِ ساعة َ طلْق ِ

***

إن هذي الحياة جُلَّ عطاها

شدُّ  حبلٍ من القفا حولَ عنق ِ

***

كان غيّـاً  بأن  نراهُ وساماً

في رقابٍ قد أدمنتْ وضعَ وهْق ِ

***

مُحكماتٌ آياتهُا دون لـَبْس ٍ

نافذاتٌ سهامُها دونَ رشق ِ

***

و إذا  بالحياة تمضي سريعاً

كانطلاقِ الضياءِ لحظة َ برق ِ

 

.............................   

  *المصلّي: الحصان الذي يأتي بعد الرابح في سباق الخيل

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2052 الاربعاء 07 / 03 / 2012)


في نصوص اليوم