نصوص أدبية

الضيـــاع / حميد الحريزي

 قال لي الوالد :-

(نم الى سمعي ان احدهم شاهد (ناطور) في سوق المدينة يوم 30-3 وقد بدا على محياه البشر والفرح تبدو وزرته وكأنها تعكس ألوان قوس قزح في بهائه وجماله وروعته، يشتري حلويات وشموع وعيدان بخور وغيرها من مستلزمات حفلة عرس وشيكة وكان أصحاب الدكاكين والمحلات يناولونه ما يريد دون ان يطالبوه بمال مساهمة منهم في عرس آل (جلجامش) في مثل هذا اليوم من كل عام وهم يداعبونه خذ ان هذا مساهمة من البرجوازية الصغيرة (الشبعانة) للبرولتاريا (الهلكانه): فقرر(ابو كرش الشبعان)(سيد نعمه) ان يحضر هذا العرس الغريب للاطلاع على سره ومدى أهميته لدى (ناطور) وهل هو يخص كل (النواطير) ام انه يخص(ناطور) سيد نعمه وحده ولكنه في حقيقة الأمر لم يتوصل الى طريقة تمكنه من الحضور .وتساءل مع نفسه عن كيفية استقباله من آل(جلجامش) ومن "ناطور" وهم يعرفونه تمام المعرفة ولا يطيقنوه وهم في حضرتهم فكيف وأنا بين قومه "النواطير الحمران" أحضر البطل المعتق الذي جلبه معه عند عودته من سفرته الأخيرة الى لندن وأخذ يحتسي الكأس بعد أخيه وهو متكأ على فراشه الوثير يجلس عند قدميه واحدا من (نواطير) الماضي ومن (حرامية)الحاضر"بطيحان" غاب عنه الأمر قليلا بعد منتصف الليل بعد ان أعياه السكر والسهر ثم عادت التساؤلات نفسها الى ذهنه وفي آخر الأمر قرر ان يستشير واحدا ممن يسمونهم ب(حثالة النواطير) عسى ان يدله الى طريقة لحضور العرس الأسطورة، وبالفعل فقد ضحك منه هذا (الحثالة) قائلا ما معناه انه حقا لا يعرف شيئا عن عادات وأعراف آل(جلجامش) قائلا:-

ا ن ذهبت للعرس ودخلت ديارهم لا يمكن ان يطردونك مهما كانت عداوتك لهم وكرههم لك: ولكن عندهم مقولة تقول (الإيجي بغير عزيمة يكَعد بغير فراش) أي ما معناه لا يكون معتبرا في الديوان بل يجلس قرب "النعل" في باب الديوان أي سيكون حالك كحالي وأمثالي من الحثالات ال(مفصوخين) من حمولة "ألحمران" وعلى الرغم من اني لم استوعب هذا العرف ولكني قبلت بكل الشروط مهما كانت قاسية على ان احضر (العرس)

يقول (ابو كرش الشبعان):-

 قررت ان اصطحب (حثالتي) معي وبالفعل فقد أوصلتنا سيارتنا رباعية الدفع الى مشارف سلف آل (جلجامش)وقررنا استئجار زورقا صغيرا يقلنا الى مكان الاحتفال وقد رفض صاحب الزورق ان يأخذ أجرة إكراما "للحمران" اخذ زورقنا ينزلق بين الأحراش كالأفعى وسط القصب والبردي الذي بدا ريانا بخضرة ربيعية ساحرة وكنا نصادف العديد من الزوارق وهي مزينة بالأعلام الحمراء ويصدح ركاباها بألوان الغناء الريفي العذب والأهازيج الجميلة الراقصة يترآى للمرء ان ذوائب القصب وعيدان البردي كانت تصفق وتتمايل طربا مشاركةً في هذا الفرح الكبير . بعد عدة ساعات أوقف حثالتي بلمه عند جزيرة كبيرة تدعى(چباشة) في أعماق الهور يقولون أنها موقع جنات عدن المشهورة في التاريخ سابقا وسكن آل "الحمران" حاضرا، حشر البلم بصعوبة بين الزوارق التي بدت كأنها صبايا زنجيات بجدائل وأشرطة حمراء،تشرئب بأعناقها الى ارض الجزيرة ومكان الاحتفال تهز أردافها طربا مع اهتزاز أمواج الهور تحتها كأنها تؤدي رقصة السامبا الساحرة.

دخلنا وجلسنا كما أشار علي "حثالتي" قرب "النعل" ولكن الغريب اني وجدت وجوها اعرفها في المنطقة الخضراء ومجالس الحلفاء ظننتها من وجهاء وعمداء آل "جلجامش" من "الحمران" نعم وجدتها جالسة كمجلسي وقد بدا عليها الضيق والحيرة كمن انكشف سره وافتضح أمره وإذا هم جميعا من حثالة فخذ "الحمران" من سلف البو(كلكامش) حالهم حال حثالتي"بطيحان" واستغربت من حضورهم هذا المكان.

لاحظت ان هناك صفا كبيرا من كراسي الجريد يجلس عليها عدد من الوجوه التي ظننتها من الأموات وبعضها لم أرى غير صورها في الجرائد وكتب" الحمران" وقد كانت هذه الكراسي مزدانة بالبسط المزركشة المعمولة من الصوف.وكان شابا بهي الطلعة مهيب المظهر يستقبل القادمين ويدلهم على أماكنهم مع كوكبة من شباب آخرين لايقلون عنه هيبة وأناقة فسألت "بطيحان"من يكونون هؤلاء هل هم أهل العرس فأجابني ان الشاب الذي تراه يدعى خالد احمد زكي والأخر ابو(عاهدين) والآخرين من الشباب والشابات من رفاقهم اللذين استشهدوا هنا دفاعا عن بيت وشرف وأعراف آل (حمران) ومبادئهم,

وما ان احتضنت شمس الغروب ناشرة حمرتها الجميلة على سطح الماء فبدى وكأنه راية حمراء بسعة وطول الهور المترامي الأطراف منسجمة مع أعداد لا يمكن عدها من الرايات الحمراء التي ترفرف فوق هامات القصب والبردي . توالت على المكان المئات من الزوارق المزينة برايات حمراء والتي تنبعث منها أعذب الألحان مصحوبة بالزغاريد والموسيقى وأصوت الطبول فيستقبلها (خالد) وأبو (عاهدين) و (ناطور) ورفاقهم الآخرين ليأخذوا مجالسهم على كراسي الجريد

 فجأة نهض الجميع لاستقبال فتاً وسيما مقطوع الذراعين يحمل غيتارا معلقا برقبته قال "بطيحان"مجيبني انه (فكتور جارا) الذي قتله الفاشست في شيلي أبان الانقلاب المدبر أمريكيا ضد سلفادور الندي وما أثار ني مشهد احتضانه ألحميمي من قبل (جيفارا) الذي عرفته من قبعته ونجمته الشهيرة.

 

 بينما انتظمت الشابات الجميلات وهن يربطن خصورهن بأحزمة صوفية حمراء مزركشة متراصات مع الشباب متلاصقي الأكتاف متشابكي الأكف للرقص على صوت (ألمطبگ) المصنوع من قصب الهور المعبر عن عذوبة ودفيء وصفاء وكمال صوت ابن سومر الذي أودعه هذا اللحن الجميل آلهة الفن والطرب منذ ألاف السنين ليكون الفرح خالدا، كان أل(چوبي) على أشده وسط الزغاريد والهلاهل والشموع المتوهجة .. شدى الجميع وقوفا أنشودة بمختلف اللغات ولكن بلحن واحد ردده معهم الهور وأسراب الطيور ورقصة له اسماك الماء ونجوم السماء

جلست مبهورا بما أرى حيث البشر والفرح والأغاني .وأخذت تدور على الحاضرين فتيات وفتيان بعمر الزهور وردية الخدود والثغور كأنها الدر المنثور ليضعوا أمام الجالسين طبقا مصنوعا من سعف النخيل الملون وضع بداخله قطع من "الخريط" وحزمة من" العكَيد" وحبات من التمر "البرحي" وكاسات من اللبن والزبد.

ثم نهض شيخا واسع الجبهة عريض المنكبين ذو لحية غزيرة يساعده خالد وكوكبته في وضع شارات حمراء على صدور الحاضرين وكانوا يتجاوزون او يهملون بعض الجالسين حتى أتموا عملهم هذا وسط تصفيق شديد من قبل الحضور، وقد لاحظت "ناطور" تقفز من عينيه دموع الفرح وهو يقبل الشيخ وكوكبته بعد ان علقوا له شارته على صدره وان شد ما أدهشني ان من حاول من آل" يطيحان" ان يضع شارة حمراء جلبها معه كشارة نسب لإل "جلجامش" تحولت هذه القطعة الى لهب احرق أصابعه وسود دخانها وجهه وسط ازدراء واحتقار الحاضرين فيولي هاربا ملقيا بنفسه وسط مياه الهور عسى ان تبيض وجوههم ولكن دون جدوى فقد اسودت وجوه آل" يطيحان" جميعا كما يقول (ناطور)

 "من حيث بخت آل جلجامش چبير وشارتهم بليد تصيب من يدعي زورا انتسابه لهم".

وبعدها استمرت الكلمات والمناقشات والأناشيد و الآهات الحزينة على ما آل إليه حال وطن "جلجامش" وان أعراسهم ومنذ عقود لم تتم في زمن الحرية والسلام بل تحت ظلم وظلام الديكتاتورية او سلاسل المحتلين والمستبدين ولكن هذا هو قدرهم وهذا هو حالهم لم تخمد أفراحهم ولم تتوقف رقصاتهم وأغانيهم لثقتهم بالنصر مهما كثرت الإحزان واشتدت الآلام وتكالب الأعداء ومهما كان عدد آل(بطيحان) .

كان "ناطور" يحتل قطب الحوارات والمناقشات واحترام وتقدير "البو كتاب" و"البو ريشه" و"البو طبله" و"البو منجل" لأنه من بيت "الحمران" من حمولة إل "جاكوج" التي يقر لها الجميع بالريادة والقيادة والسمو والتي بدونها لا يعقد لهم نصر ولا يشيد لهم قصر كما يقولون.قرأ الشاعر سعدي يوسف قصيدة بعنوان

(لازال العراق وطني وأنا لست الشيوعي الأخير).

استمرت الأفراح والرقصات والنقاشات حتى استفاقت شمس الفجر من رقدتها الهانئة كأنها عشتار في أحضان حبيبها تموز، فمشطت شعرها وقبلت نجمة الصباح وجباه الصيادين و عمال الفجر قبلة الوداع لتاخذ مكانها في عرش السماء كي تواصل الأرض دورتها المعتادة .

 فتناول الجمع فطورهم من خبز "السياح" وأكواب الحليب الطازج والقيمر والجبن والزبد والشاي المهيل والمهدر بجمر "المطال" والسمك المشوي لذيذ المذاق، وعند تجمعهم للفطور شاهدت كل رموزهم مثل العم هوشي وباتريس لوممبا ولوركا وعبد الفتاح إسماعيل و..و...و تزين صدورهم شاراتهم الحمراء وتشع جباههم كنجوم الصباح من كل القارات يتوسطهم لينين بجبهته الوضاءة رافعا لهم قبعته الشهيرة وفهد قارئا عليهم وصاياه.

وبعدها تعانقوا وتعاهدوا وتفرقوا تودعهم طيور الماء وذوائب القصب متعاهدين للقاء في عام جديد وعراق حر وشعب سعيد.

وعندها لطمت" بطيحان" على فمه قائلا له ان من له مثل هولاء الإخوان والأعمام في كل العالم مالذي يجعله يلوذ بحمى المنطقة الخضراء مثل حالي؟؟؟

وإذا بحثالتي" بطيحان" يقفز مذعورا من شدة الضربة فأيقضني ...وأنا أثرثر ..ناطور..ناطور..حمران...عرسان!!!! فرد علي (بطيحان) بعد ان تناسى الم الضربة...عمي ماتكَلي اشبيك تره والله راح ايسودنك (ناطور) ؟؟!!

 كان جيفارا يولع سيكارة من الاخرى وتكاد الدموع تقفز من عينيه وهو يستمع لحلم (سعيدة) مع والدها (سرحان)

 لها فورا وبقية الرفاق لتدارس الأمر وكيفية العمل لمواجهة هذه الكارثة الكبيرة، وبالفعل حصل الاجتماع في بيت سرحان ... كان (جيفا را) ثائرا هائجا يكاد ان ينفجر من الغيض لما شاهده وسمعه ... قال :-

"" وهو يحاول ان يمتص غضبه عبر امتصاص قدرا كبيرا من دخان سكائره التي لاتنطفيء فالأولى تشعل الثانية مع ارتشاف أقداح الشاي من يد العم سرحان الذي لم يكن أحسن حال منه :-" رفاقنا الأعزاء لابد إنكم أصبحتم على بينة من قرار الحزب بالانضمام لمجلس الحكم ألاحتلالي ممثلا بشخص سكرتيره، دون ان يأخذ راي اغلب منظمات الحزب في الأمر تحت ذريعة ضيق الوقت فبرايمر كما يقولون طلب الرد سريعا ... ويبدو ان القطار الأمريكي الذي طرد البعث من مقاعده، وهو عار لحق بهم منذ 1963، يريد ان يشغل مقاعده بدلا منهم فحزم الرفاق حقائبهم لحجز أماكنهم في القطار الأمريكي السريع...

فما رأيكم انتم يارفاق بهذا القرار الخطير ؟؟؟

-            رد بعض الرفاق والرفيقات بالرفض القاطع للقرار وتوابعه.

-            فيما اطرق البعض الآخر وكأنه يسمع بالأمر لأول مرة!

-            ورد القسم الأخر ان القيادة هي الأعرف بمصلحة الحزب ومصلحة الشعب، وما تتخذه القيادة هو الصحيح.

في حين ارتأى آخرون ان هذا القرار خاطئ من الناحية المبدئية ولكنه يحتمل الصح من الناحية التكتيكية فلابد ان يكوون صوت الحزب موجودا في كل مكان للحد من ضرر قرارات ومخططات الأمريكان والقوى المتحالفة معهم....

قالت (سعيده) رفاق ان اشتراك الحزب سيكون محسوبا على الطائفة الشيعية كون ا لرفيق (ابو عايف) شيوعي شيعي ضمن تشكيلة المجلس المبني على مبدأ المحاصصة العرقية والطائفية، فإلى اي منحدر تنزلق قياد ة الحزب في دخول المجلس ألاحتلالي وتحت إشراف المخابرات الأمريكية التي أعلنت إنها دولة محتلة ...

في حين يرى البعض ان الرفاق قد قدموا الكثير وضحوا بالكثير وتحملوا التشرد والتعذيب الحرمان وهاهي الفرصة سانحة ليحصلوا على حصتهم من حكم العراق وثروته...

فاستشاط (جيفا را) غضبا وألما ... كاد ان يهم بصفع المتحدث لولا خصوصية الجلسة... ... نظر إليه غاضبا وهل ترى ان ثمن تضحيات الشيوعيين مناصب هزيلة وحفنة من الدولارات يمن بها عليهم أعدائهم المحتلين وأعدائهم الطبقيين، مع من كنا نصرخ بأعلى أصواتنا الامبريالية عدوة الشعوب... فهل تحولت أمريكا الي صديقة للشعوب الان أيها الشيوعي الهمام...؟؟؟!!!!

تكلم آخر قائلا وما العمل إذن ؟؟؟؟ هل نحمل بنادقنا ونعود للاهوار ثانية ؟؟؟

كلا رفيقنا العزيز أرى ان يتريث الحزب في اتخاذ قراراته السياسية الهامة مسترشدا بمنهجه الماركسي وخبرته الطويلة في مقارعة عملاء أمريكا وصنائعها، ففي الوقت الذي لا نستطيع ان نرفع فيه الآن السلاح بوجه الاحتلال وعملائه، هذا لا يعني ان نمد له يد التعاون والتحالف وقبولنا لاحتلالهم لبلادنا ونيتهم في نهب ثرواتنا واستعبادنا كما هو ديدن ونهج أمريكا الرأسمال في كل مكان تتواجد فيه، يفترض بالحزب ان ينأى بنفسه عن العملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية والعرقية والترفع على المناصب والمكاسب كثمن لتنازله عن مبادئه ودماء شهدائه على امتداد أكثر من سبعين عاما ونيف، وان يكون وفيا لشعاراته المرفوعة والمقرة من قبل مؤتمره الوطني ولم يجف حبرها بعد ... يفترض بقيادة الحزب ان تسعى لإعادة بناء تنظيماته وتنشيط منظماته المهنية والديمقراطية مستفيدا من فرصة حرية العمل السياسي السلمي في الوقت الحاضر ليكون ضمير الشعب العراقي ومرجعتيه الفكرية والسياسية في مثل هذه الظروف الصعبة وان لا يعمل على خلط أوراقه مع أوراق أخرى مشبوهة ومتذبذبة مطعون بوطنيتها .....

 إلا ترون أيها الرفاق الوجوه الذي أخذت تظهر على شاشات التلفاز مثل (حاشوش) و(مريوده) ووو وآخرون اللذين غيروا ألوانهم وأزياءهم وأسمائهم وركبوا الدبابات الأمريكية للحصول على المناصب والمكاسب اللذين كانوا مدانين بجرائم أخلاقية ومخلة بالشرف حتى من قبل النظام السابق، وبعضهم قتلة ووكلاء امن ومخابرات ملطختا أيديهم بدماء أبناء العراق الأحرار ... فكيف نسمح لأنفسنا ان نصطف مع هؤلاء في صف واحد ونركب معهم مركب العبودية والاستغلال بزي ومظهر جديد ستثبت الأيام بأنه لا يختلف عن سابقه ان لم يكن أكثر قسوة وبشاعة ... وكما قال المناضل الخالد ابو گاطع (الفرس ذيچ الفرس ما تغير بس چلاله) وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن هذه المرة بقسوة اكبر، فقد كان زمن قول شمران الياسري حكم وطني وصف بالديكتاتوري فما القول في ظل احتلال امبريالي صريح؟؟؟؟

 لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تدعوا أمريكا الحزب الشيوعي للاشتراك في السلطة إلا لغاية واحدة هي الإجهاز عليه وإسقاطه سياسيا وفكريا بين جماهيره وأنصاره، فالمحتل الأمريكي يدرك تماما ان عدوه الأساس هو القوى اليسارية بمختلف ألوانها وبالخصوص الحزب الشيوعي العراقي،فإسقاطها عبر إشراكها في مجلسها ألاحتلالي يعتبر نصرا كبيرا من مختلف الجهات ... أولا إسقاطه أمام جماهيره وعزله عن الشعب وثانيا الظهور بمظهر الديمقراطية والحياد وإنها لم تعد أمريكا رافعة راية العداء والفناء للشيوعية والشيوعيون في كل مكان... وعندما يفقد الحزب جماهيريته ستتمكن من تحجيمه وحتى ضربه ونبذه بسهولة كبيرة دون ان تكون للأمر اي ردة فعل يعتد بها .... وبذلك يتعذر عليه العودة الي شعاراته وأهدافه المبدئية السابقة ...

كذلك يجب ان نكون على وعي تام في أسلوب وطريق مقاومة المحتل في واقع اختلاط الأوراق / ورفع هذا الشعار وذريعة المقاومة من قبل قوى فاشية ولا ديمقراطية همها الوحيد ان تكون على راس السلطة مقابل اي ثمن، ثانيا ا الاستعمار الأمريكي يتميز ميزة ربما لا يمتلكها غيره وهي انه يصنع ويصمم ويخلق معارضيه في دهاليز مخابراته ومختبراته وهي مقاومة ومعارضة مسيطر عليها مهما تطرفت في أطروحاتها وشعاراتها وها هي القاعدة وتوابعها مثالا واضحا على ما نقول، نريد ان نقول ليس كل من يدعي معاداة أمريكا هو صديقنا او حليفنا...

فهل يمكن ان يكون مقاوما من يقتل أبرياء الناس في ساحات العمل وفي الأسواق والمطاعم:وهل يسمى مقاوما من يدمر البنية التحتية الصناعية والزراعية ويدمر المنشآت والمؤسسات الخدمية ؟؟؟؟

الخلاصة إننا لا نتملك غير وسيلة التنوير والتبصير وترسيخ قاعدة حزبنا في الوقت الحاضر، ولكل حريته في اتخاذ القرار الذي يراه ... إما أنا ومن له رأييّ فسأرفع لقيادة الحزب استقالتي المبنية على رفضي للنهج الفكري والخط السياسي لقيادته الحالية لحين تصحيح الموقف الذي نراه خاطئا ولا يمثل إرادة الشيوعيين المناضلين، كانت "سعيده " من راي (جيفا را) وعدد آخر من الرفاق الآخرين في حين ترك قسما آخر الاجتماع مرتضيا ومؤيدا لموقف الحزب وبقى فريق آخر على الحياد ودون اتخاذ موقف في الوقت الحاضر......... وقبل ان ينفض الاجتماع وزع أبو (سعيده) وجبة جديدة من الشاي قائلا :-

عمي ولو آني موشوعي لكن آني صديجكم اگول وينه الگال :-

(ذاك من ذاك اللگه النچمه العزيزه بلا سمه ودگله عينه

   وذاك من ذاك الخله گلبه عله چفه وغسل بآخر نزف وچه المدينه)

اشو ركض ويه الجماعه، غمض عيونه، وحفه رچلينه وركض حتى يركب بالقطار..... هذا اهو الامتحان الصدگ موبلف حچي.... ايه عيش وشوف......

وينه الگال:-

   (.. ابنكم باعته الدنيه ولا باع)

اشو باع الأول والتالي وبتراب الفلوس!!!؟؟؟؟؟

   او ما چذب الگال (أبو گروه يبّين بالعبره)

هاي العبره كله اشلحت وبين الصدگ من الچذب.... والله اليستر من الچا يات....

ظل يعمي اللي يلفه القايش بعد مايگدر يوگف ويصير أمره مو بيده ....

ايصير أمره بيد الواجف عله المكينه... وانتم تعرفون الواجف عله مكينة (مجلس الحكم ألانتعالي) منهو وشيريد ولوين يريد يوصل بالبلاد وبالعباد  

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2055السبت 10 / 03 / 2012)

في نصوص اليوم