نصوص أدبية

عِطْرُها! / عبد الله بن أحمد الفَيفي

فها  هُوَ  الشِّعرُ  في  أَصْفَى  بيارقِهِ

............... وها هُوَ  اللؤْلُؤُ الرَّيَّانُ  في  الصَّدَفِ

وأنتِ  يا  مَلَكًا  يُوْحِيْ شَذَاهُ  شَذَا

............... ما يَكتُبُ القَلْبُ مِنْ يائِيْ إلى أَلِفِيْ

عَمَّدتِ  رُوْحيْ   بِنَبْعٍ  ممعِنٍ  أَبَدًا

............... في الصَّفْوِ مِنْ كَوْثَرِ التَّحْنَانِ والشَّغَفِ!

***

يا طِفلةً رَفَّ  مِنها  الخُلْدُ في شَفَتِيْ

............... واستلهَمَتْ مِن جَناها  أَنْجُمُ السُّجَفِ

ناجَتْ: سَكَنْتُ بِحَرْفِ الشِّعرِ؟  في طَرَبٍ..

............... قُوْلِيْ: سَكَنْتِ فُؤادَ  الشَّاعِرِ  الدَّنِفِ!

قالتْ: سَكَنْتكَ ، يا كُلِّيْ ،  فكَيفَ تَرَى

............... فِيْنُوْسَ فيكَ؟ جَنَى قَلْبيْ.. مُنَى كَلَفِي!

في  المهْدِ  أنتَ.  وطفْلِيْ  لا  أُفارقُهُ!

............... الرُّوْحُ  مَسْرَحُهُ  المنداحُ   بالطُّرَفِ

أَجُسُّ  في  الرُّوْحِ  ألحانا  مَرَتلةً

............... مُذْ آدمٍ صاغَها الرحمنُ في  سَلَفِي!

فقلتُ ، إذ  لَوَّحَتْ  بالوَجْدِ  فاتِنَتِي:

............... يَفْدِيْكِ ما أَبْدَعَ  التَّاريخُ  في الصُّحُفِ!

***

 

يا أُفقَ  وُدِّيَ  إني  شاعِرٌ   بدَمِي

............... عِشْقُ البداوةِ : زاديْ ، وهْوَ مُزدَلَفِيْ

وفِيْكِ  منْ  لَذَّةِ  الصَّحراءِ  أَنْضَجُها

............... وفِيكِ  مِنْ  فِضَّةِ  التَّمدِينِ والتَّرَفِ

هل  تَذكُرِيْنَ  نَدَاكِ  يومَ  حَفَّ  فَمِيْ

............... فبَرْعَمَ  الوَرْدُ  مِنْ  أَصْلِيْ إلى شَرَفِيْ؟

ما أنتِ ، يا أنتِ ، مِنْ ماءٍ ، ولا  صِلةٌ

............... لكِ برَغْوَةِ  هذا  النَّهْرِ .. فاعترِفِيْ!

قالتْ : أعيذُكَ مِنْ ناريْ!  فوا كَبِدِي،

............... إني أنا أنتَ، في حلفيْ وفي حَلِفِيْ!

***

عانقتُ  في عِطْرِها  وَرْدَ  الشَّآمِ وشِي

............... حَ البِيْدِ، إذْ هَتَفَتْ: قد أَسْفَرَتْ شُرَفيْ!

ودَّعْتُها  وبِصَدْرِيْ نَفْحَةٌ  شَهَقَتْ:

............... عُوْدِيْ  إلَيَّ ، وإلَّا فاحمِليْ  حَتفيْ!

تِلْكَ  الأُمُوْمَةُ  في  أَشْهى  بَيادِرِها

............... هذا  الحَنِيْنُ  بشَمْسِ  اللَّيلِ للشَّعَفِ

يَمْشِيْ  على  رِمْشِها قَلْبيْ  وتَحْملُهُ

............... في رِحْلَةٍ  بَعْدُ  لَمْ  تَبْدَأْ ولَمْ  تَقِفِ

بِيْ تَعْرَقُ  الشَّمْسُ مِنْ رَكْضٍ بقامَتِها

............... كيما يَلُوْحَ جَبِيْنُ الماءِ  في السَّعَفِ

كأسِيْ  دِهاقٌ  وخَمْرِيْ  مِنْ  مَراشِفِها

............... لَوْ صِيْغَ ثَغْرَانِ مِنْ شَهْدٍ لمُرْتشِفِ!

***

حَبِيْبَتِيْ  خَيْلُ  أشعاري التي شَمَخَتْ

............... ب"اللهِ  أَكْبَرُ"  هاما للذُّرَى الأُنفِ

أَعزَّها  اللهُ  ،  إذْ  عَزَّتْ ، ونَوَّلها

............... ما  لم يَنَلْهُ   سِمَاكَاها  مِنَ الشَّرَفِ

أَفْدِيْ  ثَراها ، مشَتْ  في تِبرِهِ  قَدَمَا

............... طَهَ  يُدِيْرُ  كُؤُوْسَ  النُّوْرِ  للسُّدَفِ

تَوَضَّأَتْ  في  شَذَا  كَفَّيْهِ وامْتَشَقتْ

............... فَجرَ السَّلامِ حُسَامًا صادِقَ  الرَّهَفِ

إنْ  يفْتَخِرْ  في  الوَرَى  طِفْلٌ  بِموْطِنِهِ

............... فالفَخْرُ ب (المَوْطِنِ الإنْسَانِ) لا التُّحَفِ!


العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2055 السبت 10 / 03 / 2012)


في نصوص اليوم