نصوص أدبية

ودربُ العراق كثيرُ الحفرْ!! / كريم مرزه الاسدي

 

أتبقـى رهيـــنَ الاسـى والأسرْ؟!

وتمضــي لياليــكَ عــبــرَ الســهرْ

يطــلُّ عليـــكَ الصبــاحُ الكئيــــبْ

تصــارعُ فيـــهِ نفـــاقَ البشــــــرْ!

وتــذهـلُ كالطفـــلِ بيـنَ الانـــــامْ

ودنيـــاكَ ممزوجـــة ٌ بالحــــــذرْ

فلا انـــتَ كالنـــسرِ بيــنَ الطيورْ

ولا انــتَ ترضـــى بحكمِ ِ القــــدرْ

ولا انتَ منْ خشـــيةٍْ تعتريـــــكْ

ولا انتَ منْ رهـــبةٍ تستــقـــــــرْ

كسيزيفَ انــــتَ بهـــذا الزمـــانْ

ستبقـــى حياتــــكَ رهنَ الصخــرْ!

كأنـــــــكَ آثــــامُ هـــذا الوجـــودْ

وهـــذا ابـــنُ آدمَ ايـــنَ المفـــــرْ؟!

عذابٌ أليـــمٌ بدنيــــا الجحيـــــــمْ

وطبـــعُ الانــــامِ جحيـــمُ الدهـــرْ !

فجـــوفُ الوجــــــودِ كنبعِ الشررْ

كصدر ٍ توقــّـدَ فيــــهِ الوغــــــرْ

فلا مـــنْ قويٍّ سيرعـــى الضعيفْ

ولا الشمسُ ترضى بضوءِ القمــرْ!

لمـــاذا التبايـــنُ بيــنِ العــبـــــادْ

وكـــلٌّ ســــــليــــلٌ لأمّ البشـــــرْ

فأينَ العـــــــــدالة ُ بــينَ القفــــارْ

وبيــن الرياضِ وبينَ الزهـــــــــرْ

وبيـــــــنَ الصعـــودِ الــــى ذروةٍ

وبينَ الهبــــــــــوطِ الى المنحـــدرْ

فسبحـــانَ ربـّــكَ أدرى بمــــــــا

يبـــث ُّ السرائــــرَ نفعــاً وضــــرْ

تلـــــوذُ بحلـــمِ الشـــآم ِالعتيــــدْ

وضاقتْ بـــكّ الارضُ بحــــرٌ وبرْ

وتكسو عليكَ دمشقُ الجمـــــــالْ

نسيمَ الربــــــى أو نضيـــرَ الشجرْ

يضمــّــكَ فيها رحــــابُ الامــــانْ

وكســـرةُ عيـش ٍ بقطـــــــــر ٍ أغرْ

فلا تستكيــــنُ ولا تستـــريــــــحْ

فلـــذةُ عيشــــــكَ بيـــنَ الخطــــرْ!

ولو كنـــــــتَ في جــــنةٍ بالنعيـــم

(كثيرُ التشكي كثيرُ الضـــــــــــجرْ)

فعينـــــكَ تشخـــصُ نحــــوَ العراقْ

ودربُ    العراق ِ  كثيرُ       الحفرْ

ترومُ المحــــــــالَ بأيـــدٍ قصـــارْ

وأبعدُ شــــــأواً منـــــالُ الظفــــرْ

وكالنجـــمِ يبـــدو قريـــبَ المنـال

ويهـــزأُ منـــكَ مجـــالُ النظــــرْ

ستزرعُ أرضَ العراقِ الحبيــــبْ

بشعر ٍ اصيل ٍ فريــــــــدِ الغـــررْ

بسيــــــطٍ كلؤلــــؤةٍ في النقــــاءْ

بشعركَ تشدو كنغـــــمِ الوتــــــرْ

تدرُّ الثنــــاءَ علـــى منْ تشــــاءْ

وأنَ الكريـــمَ عديـــمُ البصــــــرْ

ولا يستثيـــــرُ خفايــــا الامـــورْ

فكمْ منْ جـــوادٍ كبــــا او عثــــرْ

فلا بـــــدَّ للحقـــدِ أنْ ينجــلــــي

ولابـــدَّ للحـــبّ أنْ ينتــشــــــرْ!!

ويرفلُ شعــبُ الــعراقِ العظــيـــمْ

بدنيا النعيـــــــــمِ وحــــرُّ الفكـــرْ

 

دمشق الشام 1996م

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2058 الثلاثاء 13 / 03 / 2012

في نصوص اليوم