نصوص أدبية

حقيبة (صافيتازي)* / سردار محمد سعيد

قطعا ًللتزيين ورداءاً، هذا منديل ورقي، مازال نديا ً، وردي كوجنات سياسي سارق، و هذي علبة مسحوق، وشيء حلقي مخروق، زلج مثل لسان السلطان . وحقيبة صافي من جلد أحمر، خيّل لي أني عند النابغة الأكبر، لكن الأعشى لن يحضر، من أردأ جلد صُنعت، ليس مهما ً، هنا لن يجدني القتلة، أمن وآمان، و أنا الإنسي الوحيد، بين قطع مبعثرة، أحمر شفاه، وأنبوبة دهن لتلميع الوجه لا يفيد الساسة، لو غطى حتى قمة راسه، وهذا قلم لكتابة المواعيد، أغلبها كاذب، وهذي حبة صغيرة زرقاء، قطع متنوعة ولكن ليست أشلاء، أنا في خير مكان لا تنفذ فيه يد السلطان .

حين اكشفتني (صافي)، سألت :

 من أين أتيت ؟

من أرض لازرع فيها ولا ماء، كانت جنة، فأبادتها صروف الليالي

وما الذي تنتظر في ظلمة حقيبتي ؟

أنتظر القادم من غرب القلب عند الشجرة المورقة

 

لا أشكو الظلمة

 الظلمة تحجبني

عن السفلة والأراذل

والنفس مشرقة

 

لا أملك إلا قلباً

 ملكت الزمان إذا ً

 لاسماء هنا ولا أنوار ترمي سهام ضوئها

هدوء وأمان وطاعة عمياء .

لكن قلبها بين أضلاعي وقلبي عند مغرب أضلاعها .

لا تحزني صافي أني في ظلمة

المكان الضيق لا يعني زنزانة

لا مأجورين هنا

ولا حكـّام مستكلبون

لاتوجد مروحة للتعليق

ولا كهرباء للسع الجلد

يوجد ملقط لا يستطاع به قلع الأظافر.

فتحت صافيتازي الحقيبة، فتكلمت وما كنت أعلم أن للحقيبة ثغر:

لله قلبك طبعه النزق       حتى م تضرم نارك الحدق

 كل العيون السود إثمدها     من لون لبك غب يحترق

وضعافها نظر يسابقه          لهف على أعقابه ولق

وإذا تمايل عود غانية        فلخفق نبضك روعه قلق

يشجيك عرش الحب تحمله    كالنخل لا يلوي به الوسق

 وانزاح طرف خمارها فبدا    وجه كضوء الصبح ينبثق

يا شقوتي من خصلة نفرت      وبرغم نفرتها لها نسق

كانت دوين شفيف مغفرها    كالورد يستر غصنه الورق

وانداح من أكمام مبسمها      نشر كعرف العود ينتشق

 

...............

صافيتازي : زميلة هندية في أحد معاهد الفنون الجميلة في نيودلهي، وصافي إسم الدلع

في نصوص اليوم