نصوص أدبية

تبَاريـــح / عبد الفتاح ألمطلبي

 

  

سَلا القلبُ منْ جالتْ زماناً بنبضِه ِ

فأزمَعَ أن ينسى الهوى بعدَ حفظه ِ

 

و أورَقَ منْ  نَبتِ التذكـّـــر ِ دَغلُهُ

وما أمرَعَتْ إلا ّ السَفا فوقَ أرضه ِ

 

نأى عن مرايا خادعــــــاتٍ يُرينَهُ

عيوناً  تواسي شــــجوَهُ بممـــضه ِ

 

سراراً شكا للّيل  بعـــــضَ همومه ِ

وراح يقايضهُ الشجـــــونَ ببعضه ِ

 

فمالَ إلى أقصى المــُنى من فؤاده ِ

يقلّبُ ُفيها ما نسى ســـــوءُ حظه ِ

 

فما كان إلا ما تداعــــــــى جدارُهُ

وهمّت به ِالريـــــــحُ العقيمُ لنقضهِ

 

لَئــِنْ كانَ في بسطٍ من الهـمّ ِ قلبُه ُ

فقد صارَ مأســوراً رهينةَ َ قبضهِ

 

ولو كان كأسُ الناسِ قد خالطَ الجوى

فإنّ لهُ كأســــــاً  دهاقـــــاً  بمحضهِ

 

تُرى كيفَ صنـــعي إذْ تهبُّ رياحُه ُ

وإذ يُرهِبُ القلبَ الغريـــرَ بومضهِ

 

ومالي مِجَنٌّ منــــــــــهُ غير تَمَسّكي

بنافــــلةٍ  لم تُجـــــزِ عمّـــا بفرضهِ

 

رأيتُ قلوبَ العاشقــــــين وقد غدتْ

نثاراَ على طـولِ الطريقِ وعَرضِهِ

 

فلا هو معنيٌّ بمـــــــــا ودَّ عاشقٌ

ولا عاشقُ قد همَّ يومــــــاً ببغضهِ

 

فقلتُ لقلبي لا تُـــــزِدْ من وساوسي

وحاذرْ من القوسين ِلحظة َغَمضِهِ

 

تمرّسَ في صيد المجانـــين بالهوى

وها هم تمنوا موتَـَهمْ رهــن َ لَحظِهِ

 

وكم قد نصحتُ القلبَ بالبــعدِ عنهمُ

ولكننـــــــــي ما عدتُ إلا بـرفضهِ

 

إذا طارَ طيــــــري فالجناحُ جناحُهُ

تعلـَّـــــــم َأن يعلو به بعدَ خفضهِ

 

صَــــــــبا يومَ أزرتْ بالفؤاد صبابةٌ

وصــــــارَ لزاما ً أنْ أجـِّــدَّ بوعظهِ

 

فأنكرَ برهان الهـــوى بين أضلعي

ليَصْدُقَ بيْ ضَعفي وقـــــوة ُ دحضهِ

 

وسلّمتُ أمري والهوى يورث النوى

وما لهُيامي* غير فـُسْحةَ ِ حوضهِ

 

ولو عَزَمتْ روحي  فراراَ وجُنّة ً

    فليسَ سوى منـــــــــهُ إليهِ بأرضهِ        

 

 

   ....................

   *هُيامي : عطشي الشديد

 


 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2069السبت 24 / 03 / 2012)

في نصوص اليوم