نصوص أدبية

نلتقي بعد الفاصل / الكيلاني عون

دارَ الحوار التالي بين رجل عربي جداً جزيلاً وزوجته وهما يحاولان النوم فيما النومُ يحاول الخلاصَ منهما معاً .

الزوج : أحدٌ ما يمشي فوق السطح !

الزوجة : لا يا حبيبي، إنها مخاوفك أو أحلامك الساهرة .

ـ لماذا دائماً أشعر بوجود أحد يمشي فوق السطح؟

ـ لا أعلم، هل يمكنك النوم؟

ـ نعم باستطاعتي النوم إذا عرفتُ الجواب .

ـ أيّ جواب؟

ـ على الأقل أعرف ما هو اليوم !

ـ اليوم هو الأربعاء

ـ مستحيل، أمس كان السبت

ـ غداً السبت

ـ والخميس؟

ـ سُرق من فوق حبل الغسيل عندما نشره الزمن في محاولة يائسة لتجفيفه من الدموع !

ـ لماذا؟ هل الخميس يبكي؟

ـ كان يبكي لأنه حُرِمَ من حضور حفل افتتاح حديقة الفرح .

ـ هل صار للفرح حديقة؟

ـ طبعاً، ألم تسمع بذلك؟

ـ أنا أسمع فقط خطوات الذي يمشي فوق السطح

ـ يا حبيبي أصبح للفرح حديقة رائعة، الناس دائماً تذهب لتتفرّج على الفرح في عقر حديقته، لم تعد هناك صعوبات أمام العقل البشري، لكن هناك أمر غريب

ـ ما هو؟

ـ الناس عندما تعود إلى منازلها تبكي !!

ـ طبعاً من يبتعد عن الفرح يبكي

ـ ليس هكذا

ـ الناس مثل الخميس نُشرت على الحبال، أقصد نُشرت على أشياء أخرى ..

ـ أين؟

ـ الناس نُشرت على حبال الظروف والمصاعب والمشاكل، الناس عُلِّقتْ من أيديها الموجوعة!

ـ يا حبيبي، ما هو اليوم؟

ـ لا أعلم، لم أخرج منذ دهر

ـ لماذا لا تعلم؟

ـ لأنه هناك من يمشي فوق السطح

ـ غريبة

ـ ما هو الغريب؟

ـ بدأتُ فعلاً أشعر بوجود أحد يمشي فوق السطح !

ـ هل نذهب لمعرفته؟

ـ لا، لنتركه يتعذّب فوق السطح، دعنا ننام، سنشعر بوجود حراسة مجانية في أقل تقدير، أليس ذلك ممتعاً؟

ـ هيا ننام

ـ لكنني لا أستطيع النوم يا حبيبي !

ـ وأنا كذلك يا حبيبتي !

ـ الزوجة : هل نحن معلَّقان؟!

الزوج : أجل، ربما، حسناً .. في الواقع نحن لم نتذوّق طعم النوم منذ عام !

الزوجة : لماذا؟

الزوج : ألا تلاحظين أننا نسير فوق السطح؟!

الزوجة : والآخر؟

الزوج : لا يوجد غيرنا

الزوجة : هل تسمع؟

الزوج : نعم، هناك أحد ما يمشي فوق السطح .

 

نلتقي بعد الفاصل

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2074 الخميس 29 / 03 / 2012)


في نصوص اليوم