نصوص أدبية

بعثري أشلائي فوق جسدك / خالد وليد كامل

إغرسيني بين نخيل الرافدين

إجعليني نخلة ً شمّاء الجبيــنْ.

ربعكِ الخالي ظمآنٌ فارويه من دمي,

دمي اليعرُبيُّ طالما شكا إليه الحنيــنْ

بعثري أضلعُي في جنوب لبنان

عساني أصير نايـًا

 بيد مجاهد يمارس الأنيــنْ

عانقيني أربعين عام في سيناء

فمتى عانقتِني يكفُّ تعدادُ السنيــنْ

وانصبي أعظمي في جبل طارق

عساني أطلُّ على الاندلس ِ

فأجترُّ أمجادَ الفاتحيــنْ

دحرجي رأسي من سفوح الاطلس ِ

الى العُدوةِ عساني أكتسب ثبات المرابطيــنْ

ثمَّ اسحبيني من يدي  الى المليون شهيد في الجزائرْ

دعيني أبحث فيها عن كل تلك المقابرْ

عمَّن ضاعت أسماءهم في القفارْ.

إنسجي من أحزاني بردة  بيضاء

تكسو بها ليبيا عمر المختارْ

لعلّني أتعلـَّمُ الثبات.. اتعلمُ الإصرارْ

.....في سن الســـــبعــــيــــــــــــنْ

وأخيرا ً خذي قلبي إلى هتيكة الإزارْ

... أرض الرباط فلســــــطيـــــــنْ

دعيني أدخل كفر قاسم في موسم الزيتون

من عام - سته وخمسيــن –

لأ ُقطف فيها  كزيتون بلادي

كورود بلادي .... كأطفال بلادي

 ....       كما قطفت دير ياسيــنْ

إدفنيني على باب كنيسة المهد

علّ المسيح يدق بقدمه فوق قبري

فيزرع الحب والتضحية في صدري.

 ولكن لا تتركي روحي في فلسطين

ادفنيها في حمص عند ضريح ابن الوليدْ

ولا تدفنيها في مدفن عائلتي

       فنسيم عكا يرد الروح.. ...

           وانا لا اريد ان أ ُبعثَ من جديد.ْ

***

إفرشي جسدي فوق جسد فلسطيـنْ

لتحمل من صلبي شقائق وياسمين ْ

إمنحيني المجد إن أنت زرعتني بحطينْ

إجعليني ورقة زيتونْ....

تركع في مجد الكروم تحت أشجار التيـنْ

وكحِّلي بدمعي مرج عيون.ْ

إجعليني على سفح الجرمق صخرة ً

تصبح شاهدًا على ضريح طفلة في جنينْ

مرِّغي قلبي في الجليلْ

عساهُ يُشفى... وحاملُ الهوى عليلْ

وعشقُ المنبت ما احتاج يوما ً تعليل.ْ

إزرعيني في ساحة مار الياس

مع ذكرياتِ الاجيال التي تخرّجت من عبليـنْ

عساني أصير وردة

تسجد عند نصب الشهداء في سخنيــن.ْ

وضِّئي جسدي ببحر يافا

إغسلي بدمعي عن برتقالها شحوب الحزيـن.

 بعثري أشلائي فوق جسد فلسطيـن

وأنبتي فيها مني شقائق وياسميـن

واخيرا ً إجمعيها عند حائط البراق

عسى الدهر يدول يوما

فتمر فوقي خيولُ صلاح الديــــــن.

 

  خالد وليد كامل

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2077 الأحد 01 / 04 / 2012)

في نصوص اليوم