نصوص أدبية

خواطر مهجّر فيلي عائد / محمد تقي جون

 

ها قد انتهيت من كتابي عن الكرد الفيليين، وهو كتاب شامل في التاريخ والاجتماع والأدب وجوانب أخرى، كما انه يعالج الحل الناجع لمشكلتهم الأم المتمثلة بالانتماء إلى العراق بلدهم الأوحد وهو ما شككت به الحكومات السابقة.. وقد جعلت مسك ختام الكتاب هذا النشيد الذي يختزل الفيلي ويوضح موثقف من العراق:

 

 

هذي يدي لتُمدَّ منكَ أيادي

وطنَ الجميع وفرحة الأعيادِ

أعراقُ كلٌّ فيك عرقٌ نابضٌ

من حاضرينَ وذاهبينَ بعادِ

أبناءُ سومرَ والنبيطِ وبابلٍ

غذوك بالأرواح والأجسادِ

وسقى ثراك دماً شعوبٌ ألفت

وقبائلٌ رفعت لواءَ جهادِ

كلٌّ أحبوك انتماءً صادقا

ومواطنين وذادةً للعادي

كلٌّ بنوكَ فقل لمأفون يفرِّقُ

أو يفضِّلُ: كلُّهم أولادي

!!!

 

إني عراقيٌّ وفيليّ.. وحبلُ

الوصلُ بين العربِ والأكرادِ

شعبي المروَّع عاد يفرخُ روعُه

ويذيعُ فجراً بعد ليل سوادِ

ما عاد صداماً يخافُ، ولا

(يختِّلُ) نفسَه من أيِّ شيءٍ بادي

وطني حملتُكَ في التهجّر سلوة

أرضَ الهوى والبعد والميعادِ

يا مطمحي الحلميَّ يا أنشودةً

كانت تجوبُ النفس في إنشادي

يا عهد ميلادي ومعهد صبوتي

يا أهليَ الأدنونَ يا أجدادي

يا صوتَ أمِّي وهي تشعلُ دمعَها

كيما تراكَ مبرَأ من عادي

يا ما رأيتُ بها (قدمْ خيرَ) التي

قادت سرايا الكُرد للميلادِ

والله يشبهني ترابُكَ إنه

مهدي، ولي عند الممات مِهادي

وطني الذي إن باعدونا عشته

وطناً أجولُ به برغم بعادي

كم عشتُ نأياً.. كم صرختُ وأدمعي

في القلب نارٌ..فوق خدِّيَ وادي

وأتيتُ إذ زالوا يشدُّ عناقنا

حبلُ الوريد .. وإنه لكَ حادي

عالجتَ فيَّ الحزنَ داءً مزمن

افضحكتُ ملءَ فمي وملءَ فؤادي

!!!

 

سرَّحتُ دامية العيون وراءهم

حزناً، وهل يُبكى على أطوادِ

ما زال صوت (تفنـ?هم) ملءَ السماع

يعيشُ في الأزمان دون نفادِ

لكنهم طردوا بأسوأ خادمٍ

بؤساً لأسوأ خادمٍ طرادِ

أنضاءُ حبٍّ.. يا لحرِّ قلوبهم

مطعونة شوقاً إلى بغدادِ

كانت مسيرتهم بطول الموت قد

ركبوه نهر منىً ونهر رمادِ

إني أراهم إن بكيتُ وأستعيدُهُمُ

إذا ولولتُ أي دادٍ وأي بيداد

!!!

 

وطني العراق وأنت قد

 أرجعت لي حقي،

وأنت حبوتني أمجادي

وأراك واحد أمة وهُوية

أبداً وواحد راية وبلادِ

هذي يدي لتُمدَّ منكَ أيادي

وطنَ الجميعِ وحاضنَ الأولادِ

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2079الثلاثاء 03 / 04 / 2012)


في نصوص اليوم