نصوص أدبية

بِـرَسْـمِ الانْـتِـظـار..! / سعيـدة تـاقـي

" دَعوا الانتظارَ يكْسِرُ أَخْـتامَ النَّصْبِ المَرْفوعة."

تحية محلِّقة في سمائكِ المُمتدّة و بعد،

لنا أن ننتظِر مرَّةً تلو المرَّة، دون امتعاضٍ أو تخاذُل..

لن يُدرِكَ أحلامَنا اليأسُ مهما كُبِّلتِ الأيادي بالهدايا /اللُّعب التي لا نعلَمُ حقّاً من تكرَّم باختيارها لنا، أو نعلَمُ و نتظاهرُ بالتفاجئ، لعلّ المانحَ يقتنِعُ بسذاجتنا و تبعيَّتنا و بذكائه و هيمنته..

لن تنْثَني العزائمُ اليـَقِظَة، مهما استساغَ الحاضِرون ـ و المُحْتَضِرون و المُحضَّرون و المُحاضِرون و الغائبون و المُغتابون و المغيَّبون ـ الاستسلامَ لوَهْم فرَحٍ يرتدي الزيَّ الواحدَ و الأسماءُ مُختلِفةٌ، و يقترِفُ باسم الحقِّ الباطِلَ المتعدِّد و الكَراسي ساحِرةٌ.

فلتَتَّسِع أمداءُ الاكتساح ما شاءتْ لها أقسامُ الطُّول و أَشرافُ العَرض..

وأحلافُ الصناديق الشفافة.

لنْ يستقيمَ من الأوتاد المَغروسة قسراً إلا ما احتضنتْ صِدقه الأرضُ الصّلبة و آمنَتْ بما ينْصِبُهُ على وجهها من خيباتٍ.

و سننتظِر و كأنَّ الانتظار ميثاقٌ آخر وقَّعَ على بنودِه زمنُ الاحتضارِ قبل أنْ يَعُدَّ المتبقِّي من أنفاسهِ النَّازِفة.

لن يصُمَّ نبضَنا ضجيجُ مرورهم.. فللعابرين ـ دوماًـ دهشةُ الاكتشاف، و لنا المُتابعة الرّتيبة ذاتُها التي سكَنَتْنا منذُ غدتِ الكراسي نهايةَ السِّباق و بدايةَ الالتفاف و آخرَ كلِّ المُنعطفات بين أمالِنا و آمالهم، بين آلامنا و أحلام لياليهم.

فلتنعمي بكلِّ الخير. ما زال الموعد مُرتَقباً لم يحِن أوانُه، فاقترانكِ بالأوهام لن يُجدينا نفعاً عزيزتي.

احفَظيه لنا غَدُ اليقين المنتَظَر.

سيأتيكِ منّا الشّامخون، يدفعون قلوبَهم مهراً لكِ.

لا تخجلي حينها. اختاري من شئتِ. و اصطفي كلّ من أردْتِ.

ستُشعَل الشموع، و تحرَقُ القرابين.

فلا تمتعضي غاليتي..

أنتِ أحلى من كل الأطيافِ المُسافِرة في دمائنا المجاهِدة كمداً و قهراً..

ما ضرّنا الانتظارُ، و لا أوهنـنا الانطفاءُ..

حاؤكِ حرقةٌ،

تصطلي بها شواردُ العزَّة.

راؤكِ رواءٌ،

يغترِفه السرابُ على حواشي الاحتراق.

ياؤكِ يمنٌ،

توهّمهُ عسرُ الوضعِ رفيقَ الشهيق الأول.

تاؤكِ توقٌ،

تيهٌ.. تباريحُ وجدٍ،

يسكبُها الغيابُ فوق مراسيم الاحتضار..

في انتظار الشموخ بين أحضانك البهية..

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد 2083 : السبت 7 / 04 / 2012)

في نصوص اليوم