نصوص أدبية

خاتم سليمان ..../ خيري هه زار

نزولا الى الغروب ... ولرؤية الكروب ... كنت مارا بالأسواق ... فداهمتني الأشواق ... ان اخرج للخلاء ... لما عاينت البلاء ... بأم التوأمتين ... وسواد المقلتين ... من لدن مطففين ... حمقى متأففين ... وجعلت المدينة ... بالأحوال الحزينة ... خلفي ولم ألتفت ... كأنني في التبت ... رأيتني بالفلاة ... ففزعت للصلاة ... وأثناء سجودي ... في محل وجودي ... رأت عيني خاتما ... فاستذكرت حاتما ... وكيف كان الكرم ... يسوق من العدم ... اليه الرزق الوفير ... يهجع دون خفير ... فالطباع السخية ... للأحوال الرخية ... سائقة مسوقة ... للكرام مخلوقة ... فلما أتممتها ... بالسلم ختمتها ... رفعته للبنصر ... ممتنعا للخنصر ... وحين ألبسته ... كان ما أحسسته ... أغرب من الأحلام ... وفانتازيا الأفلام ... رأيت اني اطير ... خلف السحاب المطير ... على بساط أحمر ... فوق جبال أزمر ... وأعبر المناخات ... في الصحارى والواحات ... فحط بي أخيرا ... بعد الحوم كثيرا ... أمام باب عظيم ... يدهش المرء الكظيم ... من أعلاه للأسفل ... بالرتاجات مقفل ... ليس له بواب ... يحرسه كالنواب ... عند بحث الخدمات ... وتخفيف الصدمات ... في صدور الناخبين ... الحمقى والصاخبين ... فأقعدتني الشكوك ... هل هذا حي البنوك ... وغادرني البساط ... دون مأوى او فسطاط ... ثم أعلنت النفير ... بعد الشهق والزفير ... بين بنات الفكر ... ليسرعن في الذكر ... ويغثن بالمخرج ... للكفيف والأعرج ... فأنقدحت شرارة ... من كثافة الغارة ... مثل الشهاب الثاقب ... عند ذكرالمناقب ... جعلتني بالحجر ... أدق بلا ضجر ... على رتاجات الباب ... ويصتك في الناب ... من الخوف والرهبة ... والفضول والرغبة ... في هذا الصيف القائظ ... حيث قيمة الفائض ... يزيد في الاحساس ... لدى سواد الناس ... بالغبن وبالغضب ... على وجه قد نضب ... من بقية الحياء ... للساسة في الرياء ... وعلى البرجوازي ... داعم الفكرالنازي ... وبعد طول القرع ... خشيت من الصرع ... حين لم ألقى ردا ... واليأس اجتاز حدا ... لم أره في المألوف ... له ريح او خلوف ... فقلت على مضض ... موت بدون مرض ... وها أقبل الأجل ... زاد في نفسي الوجل ... فكدت أن أكتفي ... من ضرب قد لا يفي ... لكنها هي الروح ... دأبها خلف الشروح ... لظاها لا تنطفأ ... تسعى ولا تنكفأ ... دفعتني الى الدق ... لكشف باطن الحق ... من الظاهر المريب ... صرخت هل من مجيب ... حينها جاء الفرج ... صوت يشبه الهرج ... ولكنه مسموع ... نبره هنا ممنوع ... وقال من لدى الباب ... قلت من أولي الألباب ... شخص يكنى بهلول ... هل يسمح بالدخول ... قال بهلول بغداد ... ليس لك هنا زاد ... قلت انا بدوري ... سائلا ومن فوري ... ماذا هنا خلف الباب ... قلبي من فضول ذاب ... من انتم من الأقوام ... هل تبليكم الأعوام ... كيف هي السليقة ... عندكم والطريقة ... في الحكم والادارة ... وهل أنتم امارة ... أم حكم للطبقات ... ومبرموا الصفقات ... أصدقني لا فض فوك ... كيف يحكم الملوك ... فانني على شوق ... ومن خلف هذا الطوق ... لكي اسمع المزيد ... من فمك ما اريد .

فرد الحارس بلسان طلق قائلا :

اسمع ايها البهلول ... للعلة والحلول ... نعيش في مدينة ... من الخير بدينة ... ويحكمنا مجنون ... مضطرا غيرممنون ... يصدق في قوله ... للناس من حوله ... وأننا عقلاء ... حين الوزن ثقلاء ... فما جدوى للعاقل ... يلبس ثوب الناقل ... وشعبه البليد ... تحت قرالجليد ... محال اذابته ... وشاق ادامته ... الا بنارالجنون ... لا يرثه البنون ... ليست فينا قبيلة ... فقط هل النبيلة ... وغيرها حثالى ... وفي العزم كسالى ... كذلك لا أحزاب ... يعمل لها انصاب ... وبينها والقدر ... رغم الأسى والكدر ... عقود من البقاء ... ليس فيها للنقاء ... رائحة أو أريج ... هي في أمر مريج ... قد أمضت وأبرمت ... وغيرها أجرمت ... تلفظها من السوح ... وتقرعها في الروح ... كأنها خلقت ... والباجة علقت ... في اعناق بنيها ... من الحكم تدنيها ... وفي كل التقاليد ... بيدها المقاليد ... نيتها والهوى ... وفي مكان سوى ... في ملتقى الغواية ... تنحوها كالهواية ... تلعب بالنفوس ... بمقتضى الفؤوس ... وفي هذه البلدة ... تم اقتلاع الجلدة ... من ساحة السياسة ... وحقوق الرياسة ... متاحة للجميع ... للمطيع والسميع ... لقانون العدالة ... وليست للزمالة ... ولا لدفع الرشوة ... لكي تبلغ النشوة ... في تسليم المناصب ... للمحتكرالغاصب ... فنغمة التفرد ... نشازفي التغرد ... في هذه الامارة ... دارة اثردارة ... في التناول السلمي ... وفق المنهج العلمي ... وفينا قاضي القضاة ... لا يركع للطغاة ... ويجيرالمظلومين ... من أشرارمعلومين ... بالبنود والآيات ... لا يلتفت للرايات ... على سطح المقرات ... التي بالمعرات ... متخمة مملوءة ... وبالفسق موبوءة ... لا يعلم قاضينا ... في اليوم وماضينا ... كيف هو التزلف ... اوصنعة التكلف ... في الطعون والحسوم ... وبين كل الخصوم ... ولا يهاب الساسة ... متقد الحماسة ... في تفعيل القانون ... وكلنا منقادون ... للبنود والأحكام ... رعية او حكام ... بكامل الارتياح ... لا نقبل الاجتياح ... من احد لسوره ... بعد اقباس نوره ... من ثنايا المعمعة ... لا نرضى بالجعجعة ... دون طحن وثمار ... فلقد خضنا الغمار ... لهذا اليوم البهي ... حيث الأُكُلُ الشهي ... يأتيه من كل حدب ... لا يرى قحطا وجدب ... للقانون سيادة ... عندنا وريادة ... بعكس ما عندكم ... فهو الآن عبدكم ... أي لأولاة الامور ... كالتابع والمجرور ... بقوة الكلاليب ... فهل تأت الشآبيب ... من الرحمة والخير ... انتم بعدوة الغير ... لا صلاح للأمة ... ان لم يرقى للقمة ... حب قانون يسري ... في مجرى الدم يجري ... من عروق الأفراد ... بوعي واضطراد ... والسلطة الرابعة ... فينا غير قابعة ... في دهاليزالأقلام ... وتحت ظل الأعلام ... بالنثر والقصيدة ... وأجمل كشيدة ... فننساق للتعبير ... وبألوان التحبير ... فنقول ما نعنيه ... بكل قوة الفيه ... ولا نخشى اللائمة ... نتحاشى العائمة ... حيث نملأ الرقاع ... ونصدح في البقاع ... بالصوت والكلمات ... وكل المسلمات ... حرية الصحافة ... باتت من النحافة ... لديكم حيث تدمى ... في القمامة ترمى .

ثم اعقب مقالته بهذه الكلمات قائلا :

هذه اختصارات ... من جملة انتصارات ... في حياة الشعوب ... أتتنا باللغوب ... في المجالات الهامة ... والى حين الطامة ... سنرعاها في الآماق ... ونغزو بها الآفاق ... وهناك أخريات ... لها فينا مجريات ... لم يسع لنا المجال ... بهذا الرتم العجال ... ان نسوق للأسماع ... قد تقحمنا الأطماع ... من اناس غيرنا ... يعيقون سيرنا ... ولو اردت النسيء ... وثنيت في المجيء ... سأسهب في القادم ... انا الشرطي الخادم ... في هذه المملكة ... دون ادنى فذلكة ... ادعوك لأن تبصر ... ما سمعت وتقصر ... ولا تدعو للتهريج ... اذا اردت التفريج .

فرد عليه جحا والحنق يكاد يقضي على انفاسه وقال له :

ما هذه الحرية ... في تلكم البرية ... وراء هذا الرتاج ... وكأنكم نعاج ... ليس لكم في الأمر ... غيرالدق والزمر ... فما قيمة الفرحة ... مالم تتلوها الترحة ... او تسبقها حينا ... فهل اشتقتم دينا ... من مثل أفلاطون ... ومن طب بقراطون ... وهل هي المادية ... في الأحوال العادية ... من فلسفة ماركس ... علا دهرا وأركس ... فاقتبستم الأثر ... من منهج اندثر ... كانني بالخوان ... الذي من الصوان ... بهذه التشكيلة ... فكانت الكفيلة ... ان تعيشوا معزولين ... واراكم مرذولين ... فلا بارك الاله ... بهذا العيش والجاه ... تستخفون من الناس ... للقلة من الباس ... انني ارى العدم ... قد حط فيكم قدم ... وهذه المملكة ... آيلة للمهلكة ... ليس لنا من ناصر ... في ثنايا العناصر ... التي ذكرتها ... في البحث أبكرتها ... فانها اربعة ... تجلس مربعة ... على عروش الفكر ... انها من الذكر ... جاءنا من الغيوب ... معطرا بالطيوب .

ثم أدار الخاتم في اصبعه فهبط عند اقدامه البساط واعتلى ظهره وتمتم في نفسه بهذه الكلمات :

ليت شعري هل اعود ... اذا ما دوت رعود ... دون هطول المطر ... منبأة بالخطر ... وبساط سليمان ... يأتيني عبرالزمان ... الى هذه البلاد ... كي اجدد الحداد ... على روح الحرية ... في هذه البرية .

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2087 الاربعاء 11 / 04 / 2012)

 

في نصوص اليوم