نصوص أدبية

الدخان / أحمد فاضل

فآذار شهر يجيء بالهزاهز والأمطار كما أخبرنا أجدادنا وآباؤنا وأمهاتنا ، لكنه في هذا العام من ستينيات القرن المنصرم يبدو كمن رحل بهزاهزه وأمطاره إلى مكان آخر من بغداد التي تعيش عادة أحداثه المزعجة مخلفا وراؤه غيوما صغيرة نثرها هنا وهناك فوق سماء المحلة التي عرفت نساؤها أنها غيوما عاقرة فرحن ينشرن حبل غسيلهن فوق أسطح منازلهن دون اكتراث وهن يتحدثن إلى بعضهن من وراء الجدران العازلة للسطوح أو " التيغة " ، ولما كانت تلك " التيغ " تعزل بيتنا عن بيت جارنا أبا عباس و جارنا الآخر أبا غالب فمن الطبيعي أن تتحاور أمي مع جارتيها خاصة أم غالب في شؤون البيت والعائلة وهي تفرش يداها عليها تاركة حبل غسيلها يقطر منه الماء بسبب الملابس التي علقتها عليه توا :

- تعرفين عيني ام غالب هاي أول مرة انشر الملابس بهاذا الشهر ؟

- والله أم أحمد آذار يخوف بس كل ما أباوع على السما أكول ما كوشي يخوف ..

- بلي ام غالب .. عبالك الأشهر بدت تختلف .. صدك لو كالوا الدنيا متبقى على حالها ..

وعلى الرغم من انشغالهما بنشر غسيل ملابسهما فقد استمرا بالكلام حتى سمعت أم غالب صوت ابنها البكر وهو يصيح عليها من أسفل الدار بلكنة أهل تكريت التي ضحكت لها أم أحمد قائلة :

- روحي يابة الظاهر غلوبي يريد شي ..

مر الوقت على محلتنا كعادته هادئا حتى إذا اقترب العصر منها سمعنا ضجيج أهلها وهم يتوزعونها ذهابا إلى المقاهي ممن دأب على الجلوس فيها ومنهم من غذ السير إلى السوق للتبضع ، أما حمادي فقد تهيأ بحصيرته الكبيرة التي افترشها على الرصيف الذي ينتهي ببيته لملاقاة الرقي الذي وعد به في نهاية الشهر وهو ما دأب على بيعه في كل موسم ، لكنه ومع ذلك أخذ يرش الماء عليها وعلى رصيفه مما تناثرت قطراته على أم تحسين جارته الأرملة المارة من أمامه التي توفي زوجها قبل أكثر من سنة في حادث دهس وهي لاتزال تحتفظ بجمال أسمر ساحر ما جعل حمادي يسارع بالاعتذار منها قائلا :

- العفو عيني أم تحسين .. تره مشفتج ..

- لا يابه حمادي مصار شي .. بس أكللك شوكت يجي الركي ؟

- ان شاالله عالشهر الجديد .. تعرفين بعده ملاحك هسه يرادله بعد ..

مشت أم تحسين إلى بيتها وهي تخطر بغنج بعبائتها السوداء الذي بان من تحتها جسدها الممشوق وسيقانها الملفوفة مما جعل حمادي يتنهد قائلا :

- أويلي أم تحسين .. شنهو الجمال الشايلته ربي ؟

حمادي هذا في الأربعين من العمر كان يعمل شرطيا إلا أنه تقاعد مبكرا بسبب اصابته بطلق ناري في إحدى المحاكم الشرعية حينما اطلق النار على الشرطة أحد الشباب بسبب طلاق زوجته الشابة منه بالقوة من قبل أهلها لمعاقرته الخمرة وإدمانه عليها ، جاءت الإصابة في قدمه مما سببت له إعاقة واضحة فراح يعمل في أعمال حرة من بينها بيع الرقي أمام داره وهو متزوج وله ولدان وبنت شابة لعوب .

برحيل آذار طوت السنة شهرا ثالثا من عمرها وأعمارنا لتستقبل نيسان الذي تفتحت فيه الزهور عبقة برائحتها ومبتهجة بألوانها التي انعكست على ملابس الناس خاصة الفتيات اللاتي رحن يتبخترن بها عصرا وسط السوق الوحيد في الطوبجي ، يتضاحكن ويتمايلن كالغصون اليانعة وسط غمزات الشباب الذين لم تخلوا أجسادهم من تلك القمصان المزركشة كذلك ، بينما عاد آخرون من ساكنيه إلى مقاهيهم وجلساتهم أمام بيوتهم يتسامرون ويدردشون إلا حمادي الذي انشغل برصف الرقي الذي جاءه من سامراء تحمله شاحنة كبيرة تعاون أولاده معه على تفريغه وهو يضرب براحة يده قشره الخارجي قائلا :

- يبين الركي هالموسم أحمر ياولد ..

اقترب المساء وازدادت حركة المارة في الشارعين اللذان يقطعان المحلة إلى نصفين وحمادي وأولاده لم ينتهيا بعد من تفريغ الرقي حتى بدا التذمر واضحا على وجوههم فصاح أحد أولاده بأخيه :

- يمعود متكلي اشكد بقة باللوري ؟

- مبقة شي .. رح يخلص ..

- إي مورح تخلص روحي ..

هنا انتبه حمادي إلى قول ولده الذي أنهكه التعب فصرخ به رافعا يده بوجهه :

- اشتغل إبن الكلب .. هذا الركي ديوكلك ويوكل أهلك ..

خرس ولده عن الكلام وهرول إلى أخيه الذي قذفه بواحدة كبيرة من الرقي هامسا بالقرب منه :

- ها .. هيجي أحسن ..

وبينا جميعهم يتهيأون في إفراغ القسم الأخير من الحمولة اقترب ثلاثة اشخاص من حمادي يسألونه أن يبيعهم فعدل من هندامه ومشى ناحية بيته صائحا بإبنته أحلام :

- أحلام .. بسرعة جيبي الميزان والعْيارات ولتنسين سكينة الركي ..

عاد ثانية إلى حيث وقف الثلاثة ليجد أولاده وقد أنهوا حمولة الرقي فاقترب من السائق ونقده ما اتفق عليه من مال وعاد إلى متبضعيه قائلا :

- ولو إحنا تعابه بس ميخالف إنتو فاتحة خير علينا ان شا الله .. شلون ركية رايد الأخ ؟

وبعد أن فرغ من بيعه التفت إلى ولديه قائلا :

- روحو للبيت وكولو لأمكم إسوي عشه تره ميت من الجوع ..

اختتمت السماء ليلتها كعادتها بكرنفال ضم عددا كبيرا من النجوم توزعت بهدوء وكأنها تريد أن تقول ونحن ذاهبون إلى النوم كذلك ، ولم يعد يسمع في المحلة غير صافرة الحارس الليلي الذي راح يمشي الهوينا صحبة بندقيته الإنكليزية القديمة .

في عصر يوم جديد أهلت على المحلة سيارة كبيرة كانت تحمل فوق ظهرها خزانا طويلا امتد من قمرة سائقها وحتى نهايتها وهي تنفث دخانا أبيض ما إن رآها الأطفال والصبية حتى هرولوا خلفها بينما وقف باقي الرجال والشباب وبعض النسوة مبهورين بها وبما تنفثه من دخان بدت رائحته كأنه مبيد للحشرات فاستفسر أحدهم من السائق الذي أجابه قائلا :

- يابة .. هذا مبيد لجميع الحشرات دزونا الصحة من أجل جعل منطقتكم خالية من الأوبئة والأمراض اللي تخلفها هذي الحشرات ..

انطلقت السيارة تجوب أزقة الطوبجي وسط هرج الأطفال ومرحهم بها لكنها لم تعجب حمادي الذي استهجن منظر ذلك الدخان الأبيض ذو الرائحة التي حاول تجنبه بوضع منديلا على أنفه وفمه فصاح بالسائق قائلا :

- أوكف بالله مدكلي شدذب علينه مو كتلتنه ؟

توقف السائق وكلم حمادي وهو بعد لم يتوقف من نفث الدخان :

- عيني هذا مبيد للحشرات دنكافح بي دزته الصحة لمنطقتكم ..

- إذا الصحة هلكد خايفه علينه خو خلي تفتحنه عيادة بالمنطقة مو شامرتنه عا المجيدية بذاك الصوب ؟

- والله اسطه ما أدري بها الشي .. آني أعرف بشغلتي هاي وبس ؟

هنا صاح الرجل الجالس بجانب السائق وقد بدا متذمرا من هذه الأسئلة :

- يمعود دعوفه خلي نخلص شغلنه شطولته ؟

فما كان من حمادي إلا أن يصيح به :

- أيباخ وشدعوه استاد مزاجك برتقالي .. إحنا سألنا سؤال لو كفرنه ..

- إطلع سعيد خلي نخلص الظاهر الناس ما عده شغل وعمل ..

- شنو هالحجي .. إي مدشوف شغلنه هذا لو حضرتك دشوفنا نلعب دعابل ..

- العفو تاج راسي .. دا شوف الركي ما شاالله منور ويه صاحبه .. اطلع يا معوّد ..

تحركت السيارة وهي تنفث دخانها الذي غطى حمادي وبضاعته الكبيرة من الرقي وبعد انقشاعه أحس أن عددا منه قد اختفى من مكانه فثارت ثائرته وهو يسب ويلعن هذا الدخان الذي تسبب بسرقة عددا من الرقي :

- أيا سفلة .. والله كون اللي ألزمه إلا اكطعه .. آني حمادي يبوكوني .. آويلي ..

وبينما هو يرعد ويزبد حضر بعض أصدقائه من الذين يسهرون معه بعد أن ينتهي من عمله فقال أحدهم :

- حمادي مدكلي شبيك ؟

- لك داد أبو نجم لعد آني يغافلّوني ويطبون بنص الركي ويبوكوني ؟

- مدا أفتهم ؟ شلون طبوا بنص الركي إي مو إنته موجود ؟

- لك بلي موجود بس مشفتهم ؟

- عجيب .. يمعود دفهمني ؟

- لك هاي أم الدخان جانت ترش يمي واستغلو الدخان وباكو الركي ..

- أيا ملاعين .. زين ملمحت منهم أحْد ؟

- كلي انته خو مشارب شي .. أكله الدخان مخلاني أشوفهم ..

- زين شلون عرفت عددهم ؟

- من الركي أنباك منه حوالي أربع ركيات ..

- يعني شلون اليوم منعلكه ؟

- شلون منعلكه .. اليوم أشرب بطل عرك علمود هالسالفه .. بس كون احظي بيهم ..

وقبل انتصاف الليل بقليل كان حمادي قد انهى عمله وغير من ملابسه وقبل أن يهم بالخروج من بيته قالت له زوجه بتودد :

- عيني حمادي اليوم لتشرب هوايه وانته مغثوث ؟

- فكي عني واتركيني ..

- أني علمود صحتك ..

- لتخليني أسب صحتي .. لعد آني يبوكوني .. أويلي اليوم بطل عرك ميكفيني ..

جلس حمادي مع أصدقائه بعد أن أفردوا لهم مكانا بجانب الرقي يشربون الخمر حتى ساعة متأخرة من الليل وقد تنبه الحارس الليلي إلى غنائهم وصخبهم فمر منهم ضاحكا ، لكنه تنبه لصوت حمادي وهو يدعوه :

- تعال عيني أبو عليوي مدكلي اشوكت رح تكعد ويانه ونعمرلك فد بيك ؟

- مشكور عمي حمادي .. تعرف آني ما أشرب المنكر .. بعدين آني بالواجب وميجوز أكعد يمكم .. أخذوا راحتكم عيوني ..

ضحك السكارى من قول الحارس الليلي وقام حمادي يترنح وقد أمسك بيده متلعثما لايستطيع أن يمسك كلماته :

- أبو عليوي آغا .. تي .. تعرف آ ... ني اليووووووم باكوني ؟

- شلون ؟ منو باكك ؟ وشوكت ؟

- العصر من .. ج .. تي هايه الي يس .. موها أم الد .. خان .. الكشرة ور .. شت دخا .. نها الأبيض علينه و ما شوف إلا .. أربع ركيات .. ما كو .. بالبسطة ..

- زين مشفت الحرامية ؟

- يكولي مش.. فت الحرامية .. أكُلّه طبوّ بن.. ص الدخان وما أعر .. ف صغار .. كبار هُمه ..؟

- ولا يهمك عمي حمادي .. الله المعوض .. استريح آغاتي .. أودعناكم ..

- وين .. بعد وكت عيني أبو .. عليو.. ي ..

هنا أجلسه أحد أصدقائه قائلا :

- يمعو .. د .. دخليه يروح .. خطية عنده واج .. ب .. واحنه تره هم خلصنه ..

قام الأصدقاء وهم يتمايلون وقد ودع أحدهم الآخر أما حمادي فقد أمسك بحائط الدار يخطو إليه متمايلا حتى إذا ما وصل بابه توقف ونظر إلى بيت أم تحسين الذي يقع قبالته فاقترب منه وأخذ يضرب على بابه وهو يقول :

- أم تحسي .. ن .. أم تحسين ..

تسلل صوت طرق الباب إلى أم تحسين التي فزعت قائمة من نومها فعدلت من شعرها وأنصتت ثانية وتأكدت أن هناك من يتفوه باسمها فنظرت إلى ولديها فوجدتهم يغطون في منامهم ثم قامت إلى الباب وانصتت مرة أخرى قائلة وقد تلعثم لسانها :

- من .. و بالباب ؟

- لتخا.. فين عيني أم .. تح.. سين .. آني حمادي .

- حمادي ؟ شتريد جايني بها الليلة ؟

- إي دفتحي البا .. ب هسه ..

- يمعود عزا العزاني .. مد كلي شتريد .. دروح والصبح نشوف شتريد ؟

همس حمادي وهو يقرب فاه من الباب متوسلا :

- عيوني أم تحسين .. افتح.. ي .. الباب .. تعرفين آني شك,, د .. أحبج ..

- سخام بوجهي .. يمعود حمادي إنته صاحي لو سكران ؟

- آني سكران من جمالج .. وإذا متفتحين الباب .. رح أكسره ؟

- الله يخليك حمادي .. أستر عليّ وروح ..

- زين .. انطين.. ي .. بس بوسه ؟

- هاي شلون مشكلة .. روح لو أطلع ألم عليك الجيران بها الليلة حمادي ؟

في هذه الأثناء قامت زوجة حمادي من فراشها لتجده خاليا منه فنزلت عن السرير باتجاه الباب الخارجي لترى لماذا تأخر وفتحته وإذا بها تجده أمام بيت جارتها أم تحسين وهو في حالة سكر شديدة فهرولت باتجاهه قائلة :

- يمعود حمادي متكلي شعندك هنا ؟ تعال يابه ذاك بيتك مو هذا ..

فنهرها حمادي محاولا دفعها إلى الخلف لكنها استطاعت أن تمسك به بقوة وتدفعه إلى داخل الدار وأحكمت غلق بابه قائلة :

- يعني مجوز من أم تحسين إلا اسوينه فضيحة بالطرف ..

- أحبهه .. والله أحبهه ..

- دستحي عاد مو بنتك حك زواج ..

- وآني لازمهه .. مترووو.. ح تزوج ..

- دنام حمادي والصباح رباح ..

في صباح اليوم التالي سمع الجيران وكالعادة صراخ زوجة حمادي التي كانت تنهال عليها ضرباته دون أن يتجرأ أحد من أولاده على التدخل مع أنها ظلت وتحت وطأة هذا العنف الأسري تصيح به :

- والله لأفضحهه بنص الطرف هاي اللي متسمه .. كافي عاد حمادي ضرب ..

- والله إذا فكيتي حلكج بكلمة أذبحج مثل ما أذبح الركية ..

كان يوما تعيسا ذلك الذي عاشته تلك العائلة التي ابتليت برجل سكير ومع أن جيرانه يعرفون أخلاقه جيدا فقد تحاشوا أن يتدخلوا في شؤونه وعائلته لأنه لايعترف بسهولة بأخطائه أو الانصات لصوت الحق ، فقد كان كل همه اشباع رغباته دون أن يلتفت إلى عائلته التي يتهددها الطوفان ، فإبنته أحلام شابة طائشة ترتبط بعلاقات عاطفية شبيهة بموج البحر ، أما أبناؤه الآخرون فقد أدمنوا الكحول وكأنهم يقولون أبانا ليس أحسن منا ، وتبقى الزوجة الوحيدة التي تحاول مقاومة هذا المد الصاعد الذي سيغرقهم لامحالة .

عادت سيارة الصحة في اليوم التالي عصرا وهي تنفث دخانها الأبيض ثانية وأخذت تتنقل بين الأزقة حتى إذا ما اقتربت من حمادي انتفض من مكانه صارخا :

- أشو هم جيتوا يمي يا ملاعين .. بابا إنتوا تريدون أذيتي .. بسببكم البارحة باكوني ؟

لم يعر سائقها ما كان يصدر من حمادي الذي ترك مكانه ليلحق ورائها وسط هرج ومرج الصبية الذين كانوا يتسابقون للحاق بها وقد غطتهم سحابة كبيرة من الدخان ما جعله يتهاوى على الأرض وقد أخذه السعال بينما تعرض كدس الرقي إلى هجوم اللصوص مرة ثانية بينما ابنته أحلام وقفت غير مبالية لما يحدث لبضاعة أبيها فقد كانت مشغولة مع أحد الشباب الذي سرق منها قبلة قبل أن ينقشع الدخان ويتسلل الإثنان مهرولين إلى مكان مجهول .

هرول من كان يقف قريبا من حمادي ليرفعوه عن الأرض وقد علت غمامة زرقاء وجهه وحملوه إلى داره وهو يتنفس بصعوبة ، وما كادت زوجه تراه على هذه الحالة حتى لطمت خدها وهي تصرخ :

- حمادي .. حمادي اشبي ؟

قال أحد من رافقه إلى الدار :

- ما بي شي .. خلي نيّمه على فراشه وجيبينه مَي بسرعة ..

سارعت الزوجة لإحضار الماء بينما تمدد حمادي على الفراش جثة هامدة إلا من صوت ينطلق من صدره يشبه الشخير فقال أحد من يقف إلى جواره :

- يابه خلي نخابر الاسعاف لأن حالته مو طبيعية ؟

أتت الزوجة بالماء وأرادت أن تسقيه لكنها لم تتمكن من ذلك وتناوله الرجل الواقف بجانب زوجها ورش رذاذا منه على وجهه لكنه لم يتحرك فقال :

- عيني أبو سليمة أركض خابرنا الاسعاف ..

صرخت المرأة ثانية :

- يمعود حمادي مدكلي اشبيك ؟ يمعودين الحكوله ليروح يموت ..

وقبل أن تغادر سيارة الدخان الحي غادرت روح حمادي جسده المسجى وسط صراخ وعويل النسوة اللاتي تجمعن في داره ، إلا أم تحسين فقد وقفت عند باب بيتها تنظر إلى إبنته أحلام وهي تهرول وشعرها يتطايرعلى كتفيها وقد بان نهداها يريدان أن يتبينا هما الآخر ماذا يحدث خارج عالمهما وهي تصرخ :

- يبوووووه .. أبويا شبي .. أبويا ؟

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2087 الاربعاء 11 / 04 / 2012)

 

في نصوص اليوم