نصوص أدبية

يغمر وجهي / سعود الأسدي

يُغرِقُني ببوحِهِ العبيرُ

 

يخفُقُ هفهافاً على جبيني

أكادُ من زهوي به أطيرُ

آه آه آه آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ

 

غرفتُنا الغيومُ

ليس أسمَى ،

يَهمي بنا فراشُها الوثيرُ

 

وقُبَلُ النجومُ ،

ليس أحلى ،

موسِمُنا من كَرْمِها وفيرُ

 

وقمري أنت ،

ولن تغيبي ،

وما سواكِ قمرٌ منيرُ

 

ماذا مع الشّباكِ أغلقيهِ ؟!

يجتاحُني منكِ السّنَى النثيرُ

 

ستارةُ الليل لدينا تكفي

ساعةَ يأتي حُلْمُنا الأثيرُ

 

وهذه حيفا ،

وتلك عكّا ،

بينَهما لِحُبِّنا سريرُ

 

وَ " نخلةٌ النُّصِّ *" لنا ستبقَى

بنا تسيرُ ،

أو بها نسيرُ

 

والموجُ في " المينا " سطورُ شِعرٍ

ورُبّما عندي لها تفسيرُ

 

أُصغي إليها ،

بعضُها موسيقى ،

مقامُها " مقامُ دو*" كبيرُ

 

وبعضُها يصعُبُ غيرَ أنّا :

أنا وأنتِ للهوى تعبيرُ

 

ونسمةُ الليل حديثُ همسٍ

وعطرُها ما بينَنا سفيرُ

 

كأننا غُصنانِ في تلاقٍ

ذو ثَمَرٍ هذا ،

وذا نضيرُ

 

أسيرةٌ أنتِ بقلبِ قلبي

وبينَ نهديكِ أنا أسيرُ

 

أميرةٌ أنتِ ،

وإنْ سَكِرْتُ ،

وأنتِ لي ،

فإنني أميرُ !

 

وقد يقولُ الناسُ :

أنتِ مثلي

سِكّيرةٌ يعشقها سِكّيرُ

 

شِيطانةٌ الغرامِ ،

أنتِ مثلي

ولستُ أُخفي أنني شِرّيرُ

آآآآآآآآه آآآه

 

ما ضرّنا لو أنّنا غدونا

ما عادَ يكفي خبزُنا الخميرُ !!

 

وأننا في الناس قد غدونا

فقيرةً يشقى بها فقيرُ

 

وبيتنا طينٌ بغيرِ بابٍ

غِطاؤنا وفَرْشُنا حصيرٌ

 

وماؤنا في الكوزِ

من عيونِ ،

تبكي لنا ، وماؤُها نمير

 

وما مضى من حبّنا قليلٌ

لكنّ ما يبقَى لنا كثيرُ

ـــــــ

*نخلة النُّصّ : هكذا سمّاها أجدادنا ، وهي أطول نخلة في

فلسطين ، وقد أطلقوا عليها هذا الاسم لأنها تقع في منتصف

الطريق على شاطئ الخليج الرملي بين عكا وحيفا ، وقد

شهدت خزي نابليون بونابرت واندحار جيشه عندما عجز

عن اقتحام أسوار عكا الباسلة عام 1799 .

*مقام دو كبير : مقام كبير(  (Majorفي الموسيقى الغربية ،

ويقابله مقام العجم في الموسيقى الشرقية .

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2087 الاربعاء 11 / 04 / 2012)

 

 

في نصوص اليوم