نصوص أدبية

وطنٌ ولو بحجم حوصلة الطير / سامي العامري

 

 

 

المُقبِلُ اللذيذُ لا تحفلُ في لذتهِ النفسْ

إلا لأنَّ في مذاقهِ

طعمَ فراقِ الأمسْ

كيف لنا نسيانُ هذا الدرسْ ؟

***

 

سكينةٌ هو المَدى

والناسُ في إغفاءةٍ

وعندَ رأسِ الدرب آبارْ

وتقفزُ النارْ

كالأرنب البريِّ

من دارٍ إلى دارْ !

 ***

 

أسألُ لو أنَّ السؤالَ

   ينفَعُ ...

أواحةٌ حقاً

هي البلادُ

أم صَفُّ تماسيحَ

ومستنقعُ ...؟

مُسَيلماتٌ (*) أصبحوا مُسَلَّماتٍ

عندنا

وللظلامِ صوَّتوا واقترَعوا

وها همُ اختاروا الحياةَ مَسرحاً

وأُسدِلتْ عندَ انتهاءِ المشهدِ الباهتِ

لا ستارةٌ

وإنما العباءةُ السوداءُ والبرقعُ !

مُحرَّماتٌ , سَرِقاتٌ ,

خُطَبٌ

جيشُ فتاوى

ولِحىً

وكلُّ شَعرةٍ لهم

 رصاصةٌ في صدرنا

بل مدفعُ !

***

 

مدينةٌ مفتوحةٌ أبوابُها

للشمس كالمحارْ

 أمي

التي تمتشقُ الإبرةَ

كي تخيطَ لي القميصَ

من خيوط أمطارْ

وهدأةُ الجَّمالِ

والأزقةُ السمراءُ

 والمذياعُ

والأقلامُ

والطيورُ

والأزهارْ

  وهكذا ناسُ مدينتي توارثوا الأنوارْ

وحينما الحربُ أتتْ

عادوا إلى الأرضِ

نعم

كأنما أجسادُهم تعود في قطارْ

وفي المحطة الأرواحُ بانتظارْ !

 

 

برلين

آذار – 2012

 

...........................

(*) مُسَيلماتٌ : أردتُ جمع مُسَيلَمة !

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2088 الخميس 12 / 04 / 2012)

 

في نصوص اليوم