نصوص أدبية

اليسار / عبد الستار نورعلي

 

 

أطلِقْ شراعكَ في الميناء الأيسر!

ففي اليمين يرقدُ خيرالله طلفاح

والعصبةُ أولو الأيدي الطويلة

 

كتبتُ يوماً بيساري

كلاماً منْ ذهب

فدخل عمالُ الميناء القصيدةَ

ينشدون نشيدي

 

قضمْتُ الحجرَ

فانكسرَ بين فكيّ

أهكذا الكتابةُ باليسار ؟

 

اليمينُ نزيفُ الصورة

والضربُ بالسيفِ والمنجنيق

وأساطيل بحر الظلمات

 

ألقَـوا يوسفَ في البئر بيمينهم

أقسموا أنّ الذئبَ أكلَ البذرةَ

قبلَ أنْ تتفتح

أشرعْتُ قافيتي في باب يوسفَ

فانشرحتْ

 

القِـرَدَةُ أنسنةُ الرقص على الحبال

حبالُ الغسيلِ تحملُ قمصانَ المتلونين

أنا لا أحبُّ التلونَ

لوني أسمرُ قانٍ

وأحبُّـهُ

عينايَ سوداوان بلون الليل والحِـبر

لذا أنا مُفتِّحٌ باللبن

 

قفْ في ظلال الشجرة الوارفةِ!

البكاءُ على الأطلال شيمةُ أهل الدارِ

أنا أغنّي ضاحكاً

فرموني خارج خيمتهم

احتواني يمينُ قافلة الشمال الغربيّ

فلم أقفْ عند اليمين

بقيتُ في مكاني

 

ألقي نفسي في البئر

عسى أنْ تلتقطني السيّارةُ

المتوجهةُ الى بلادٍ بعيدةٍ حيثُ

لا الذئبُ يأكل الحَمَلَ

ولا الرأسُ يشتعلُ شيباً

ولا الشيخُ يفقد اسنانهُ

ولا الوجهُ يرتدي قناعاً

ولا القصائدُ تُرتجَلُ في حضرة السلطانِ

ولا الحرفُ يرقصُ على الحبالِ

ولا اللسانُ يلعبُ على الحبلين

 

لا تقفْ على باب اليمينِ

ستسقطُ في غيابةِ الجُبِّ

لتلتقطك سيّارةُ بائعي

خردة التاريخ ...


 

عبد الستارنورعلي

الاثنين 19 مارس/آذار 2012

 .........................

* من نصه (قريباً من يوسف بعيداً عنه)

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2088 الخميس 12 / 04 / 2012)

في نصوص اليوم