نصوص أدبية

يا سيدي الخريف / حارث معد

يُصارعُ الإسفلتَ وأعمدةَ الشوارعِ،

يُطيِّرُ أوراقَ  الجرائدِ،

ويقلبُ براميلَ القُمامةِ،

عندَ العتبات.

*

 

قالتْ له:

يا سيدي الخريف،

الليلةَ نخنقُ النومَ ونقبرُه

سنشجُّ الشراشفَ بفأسٍ،

وننقسمُ إلي سطرينِ أو قطبينِ،

ولا نخضعُ لقانونِ الجاذبيه.

الليلةَ يثيرُ اضطرابي،

أصواتَ النوارسِ،

فاخلع عني وجعَ الدهشةِ،

واغرَقْ معي في غُبارِ غيابي

فلقد استبحتَ مدني،

وأقمتَ فيها  شعائرَ الهمسِ،

وقبلَك كانت عصيَّةً على الغزاة.

..........................

 

لم يتكلَّمْ

هَمَّ أن يُطَوِّقَ خصرَها،

فاختار السباتْ.

قالتْ له:

أتعرفُ ما الفرقُ بيننا؟

حبُّكَ لي،

حجَرٌ يتصدَّعُ،

تحتَ مطارقِ الجياعِ،

وحُبِّي لكَ،

نبيذٌ يجري في الدم

فلا تكنْ فراشةً على صدري

تشربُ مِن رحيقي

ولا تتصور

أنني أفنى إذا غادرتَ،

أو أُقهَرْ

فنحن النساءُ مثل العطورِ،

تحملُنا النسائِمُ،

ولا نتبخَّرْ

وما أنت سوى خريف

يدنو من الشرفاتِ،

عندما يذبلُ الأمَلْ..

...........................

 

حَدَّقَ فيها،

تَمطَّى في صمتٍ،

ثُمَّ رحَلْ..

**

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2095 الخميس  19 / 04 / 2012)

في نصوص اليوم