نصوص أدبية

قرص اله / مسلم السرداح

استاذ علم الفلك، في باحة القسم في الجامعة، على كرسيه، قبالة الشمس، مطبقا باطن كفيه على بعضهما واضعا اياهما متعامدتين قبالة جبينه، بطريقة اداء التحية الهندية، ثم راح يردد "رام، رام "، اثناء ماكان ينحني ويعتدل خضوعا، وهو يؤدي الصلاة !!

 

دائما !!

كان قد قرا عددا من كتب الشعوذة، وراح يدعو لنفسه، بوصايا غريبة. وما ان عرفه الناس، حتى صار له دون نقاش مريدون واتباع كثر من العاطلين، المقتولين بالفراغين. ومن بين اتباعه ايضا عدد كبير من حملة شهادات جامعية وادباء، راحوا يصدقون ادعاءه. ويعتبرون ان ما يدّعيه انما هو من المعجزات الخارقة. وقام بعض الاتباع بنشر وصاياه، بتاليف الكتب عن ترهاته التي اعتبروها ملهمة ليعطوها معنى اكبر مما خطط الدجال له......

 

 

ليس طربا

مطرب، يقول باغنيته، ان النساء لذيذات لايُشبَع منهن، وبناء على ذلك فان الله حلل له اربع نساء ليمارس معهن حماقاته. وراحت اربع من بائعات الهوى يهززن الارداف والنهود الرخصة، رخيصة، امامه.

 

شرع

تساءلت البائعة ُ المتجولة الغاضبة ، وهي تجوب الشوارع مرهقة ً، حين رات جمعا من النساء المتجهات للتسوق :

-     من سمح لزوجي الغبي، بالزواج من امراة اخرى، ينام معها في الليل ليشبع حيوانيته ؟. وهو في النهار يجلس مختالا ممسكا بمسبحة دينية سوداء يرائي بها الناس، كسولا مرتديا دشداشته البيضاء الناصعة التي اشتراها لنفسه من جهدينا، قسرا. في حين انا وضرتي نركض، بحثا عن الخبزة المغمسة بسمّ الهمّ هنا وهناك مثل كلبتين مهددتين باطفالهما.

-            اليس هذا هو الشرع ؟ قالت لها واحدة.

-     فلماذا يقبل الشرع القديم للرجل، فعل ذلك، وهو لا يقبله للمراة؟. امن قلة الخيل *؟ ام ان على " ذكر زوجي "جرس *؟. اجابتها باحتداد.

 

حكاية

غزالة حوراء العينين، اشتكت الجفاف لكبير الالهة نيابة عن الحيوانات اللائي رشحنها، لانها مثيرة ولان الالهة تحب الجمال.

قالت له :

-            قـُتلنا، بالجفاف والعطش، وبيدك مفتاح كل شيء، فهلا وجدت لنا مخرجا؟

-            بعد عشرة اعوام من الان ستمطر الدنيا. قال الاله مبتسما، مشاكسا الغزالة الجميلة.

ابتسمت الغزالة ُ، وغضت طرفها حياء ً، ثم قالت :

-            شكرا لكرمك، الكبير.

-            بعد عشرة اعوام من الان، سوف تمطر الدنيا. هكذا قالت الغزالة لبقايا جنسها، الذين كانوا بانتظارها.

-     الله كريم، الله كريم .. هكذا راحت الكائنات البريّة تردد وهي ترقص وتتقافز ، وتملا الصحراء غناء وطربا من فرط الفرحة، متجاهلة ان اكثرها قد لا يصل الى عشرة اعوام من العمر.

نظر الاله باندهاش الى ماصنعت يداه.

-            سوف امطر الدنيا وساجعلها زرعا وماءا لاجل هذا النقاء وتلك الطيبة. قال الاله. ثم حول الدنيا بستانا من الجمال.

 

...................

* يقول المثل الدارج " من قلّة الخيل، شدّوا على الكلاب السروج ".

** كانت الام المتعطشة للولد، تربط على العضو التناسلي لطفلها الذكر جرسا صغيرا يرن اثناء حركة الطفل، لتدليله.

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2097 السبت  21 / 04 / 2012)

 

في نصوص اليوم