نصوص أدبية

يا أمَّ زيدٍ وطبعُ الدّهر ِينقلبُ..!! / كريم مرزة الاسدي

وهذا شأن الحكام العرب  من البحر إلى البحر، لا يعرفون للإنسان ثمناً، والموت حقٌّ على الجميع، وما الفرق إلا أيّاماً معدودات، واللحود بالأنتظار،  وكما أقول:

جمعُ الخلائق ِ في قرن ٍ تعودُ إلى      تربائها ثم تبعث ٌ غيرً الحقبُ

هذه سنة الله في مخلوقاته، ولن تجد لسنة الله تبديلا، للذكرى والتاريخ (من البسيط) (1) :

 

 

يا أمًّ زيدٍ وطبعُ الدّهر ِينقلبُ

أمرٌ من اللهِ ما نحيا ونغتربُ

يا أمَّ زيدٍ  وبالآهاتِ   نقتسمُ

كأسَ الحياةِ بنفس ٍدونها الشـّهبُ

يا أمَّ  زيدٍ وما الدّنيا  بخالدةٍ

ولا العبادُ إذا ما تُرفعُ الحجبُ

يا أمَّ زيدٍ وليسَ الموتُ منقصة ً

النـّقصُ في الناس ِإدْ للموتِ تقتربُ

جمْعُ الخلائق ِفي قرن ٍتعودُ إلى

تربائها ثمَّ تبعث ُغيرَها الحقبُ

لا ينفعُ المشمخرَّ الرأسَ رفعتـُهُ

فالرأسُ ذراتـُهُ الغبراءُ والذ ّنبُ

أينَ المفرّ ُ؟ خيوط ُالسرِّ خافية ٌ

كلٌّ إلى أمرهِ المحتوم ِينسحبُ

*************

تقولُ لي وبهمس ِالليل ِ: يُرعبُني

يومُ الكريهةِ والسّلاّبُ والنـّكبُ

أتكتبُ الشعرَ عنْ أرض ٍوتحرمني

دعجُ العيون ِومنها الدّمعُ ينسكبُ؟!

ما سجّلَ العقلُ يوماً مدْكراً سمجاً

كما رأيتُ ولا ما تُور ِدُ الكتبُ

خلفَ الحدودِ كأنَّ الناسَ ما خـُلقوا

نـــاساً وآرابهمْ للودِّ مـا يجبُ

فما عرفنا من الأفلاكِ دورتَها

قدْ مرَّ شعبانُ أو قدْ جاءنا رجبُ

شيخٌ أطلَّ على التسعين مرتعشاً

لمْ تبقَ إلا عظامُ الجلدِ والعصبُ

أمّ ُ الوليدِ تناغي طفلـــها شجناً

سغبى وعطشى فكيفَ الثديّّ ُيُحتلبُ؟!

وحامل ٍثقلتْ من حملها وضعتْ

جنينها ثمَّ ألقتْ حتفَها  النـّوبُ

أجدادُنا في لحودِ الأرض ِ شاهدة ٌ

من صلبنا ضجّتِ الأمواتُ والتـّربُ

عــمَّ البلاءُ فعقبى كــلِّ عائلةٍ

قسمانَ في الهمِّ مقتولٌ ومُغتصَبُ

فقدْ سُلبنا وراحَ الناسُ في صخبٍ

جهدٌ من العمر ِلا مالٌ ولا نشبُ

كدٌّّ وكدحٌ وحلمٌ  للغنى  أملاً

حتـّى أفقنا وضاعَ الكدّ ُوالتـّعبُ

*************

كان الحديثُ لنا منْ شفتيكِ (لـَمى) (2)

تأجيجُ نفس ٍوكادَ العقلُ يضطربُ

فكنتُ ذا شبم ٍ طبعي فأوقدني

أنزفتُ شعري ونارُ القلبِ تلتهبُ

بلْ كلُّّ أنثى أراها في الدّجى وطناً

يا أمَّ زيدٍ أقلـّي اللومَ لا عتبُ

لا تعذليني ذريني مهجتي نظرٌ

نحو العراق ِلشعب ٍشفـّه النـّصبُ

مصائبُ الدّهر ِوالتـّاريخ ِقدْ جُمعتْ

جلَّ المصابُ ففاضَ النـّزحُ والعطبُ

كمْ قدْ أجبتُ  بأنَّ الظلمََ  يألفهُ

عقلُ اللئيم ِوتأبى السّادة ُالنـّجبُ

أرى الأنامَ لفعل ِالخير ِقدْ جُبلتْ

فالخيرُ طبعٌ وإنَّ الشـّرَ مُكتسَبُ

قدْ قيض اللهُ أنَّ الشـّامَ تحضننا

منـّا الخطايا ومنها الوسعُ والرّحبُ

*************

يا أيّها الثـّأرُ اعصفْ غيرَ مُجديةٍ

أنْ تزأرَ الصوتَ عنْ بُعدٍ وتحتجبُ

أو ساسَ بعضهمُ بالقول ِهدهدة ً

لا يُظهرُ الحقَّ إلاّ الصارمُ العضبُ

لا تـُرتجى من غليل ِالصدر ِطيبتُهُ

فالحقدُ أعمى أصمّ ٌأبكمٌ غضِبُ

منْ يقبل ِالضّيمَ عاش الدّهرََ في جبن ٍ

شأنَ العبيدِ لها حق ّ ٌويُيستلـَبُ

قدْ يحصدُ النـّصرَ رمزٌ حولهُ زمرٌ

وربّما خــــابتِ الأراءُ واللجبُ

**************

طلبتُ من غربتي الآمـــالَ أرقبها

قدْ ضعتُ في الرّيبِ حتـّى أُجهـِدَ الطلبُ

اسنسهلُ الصّعبَ في المعنى واوردهُ

لمَّ الحروفِ لســـــاني ناطقٌ نحبُ

نفسي لساني وذراتي وما حبكتْ

إرثٌ تواصلهُ الأجيــالُ والغيَبُ

شعرٌ يُعدّ ٌمن الأيّـــام ِ أدمعها

لو ينفدُ الشـّعرُ لي ربّ ٌ ولي أدبُ !

 

..............................

(1) الديوان الأول ...(وطني) ص 162 - 168 للتاريخ والذكرى، لم يقرأ معظم العراقيين القصيدة

(2)  (لـَمى) اسم زوجة الشاعر  

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2098 الأحد  22 / 04 / 2012)


في نصوص اليوم