نصوص أدبية

قبلَ أنْ يهرعَ الصيف / سامي العامري

فربَّتتْ على كتف حقلي وأنا ربتُّ على كتف هزيمتي ... قالت لمَ اليأس والرياح لا تعصف بحقلك إلا لكي ينحني للصلاة ؟ نعم، لا شيءَ في الطبيعة إلا ويتعبد ليتجدد ... قالت هذا ثم قطفتْ لي، وهي تنحني، وردةً عبِقة
 أو قلْ زقزقة !

---

Formularbeginn

Formularende

الفنان الحقيقي هو الذي يرتدي بدلة الغواصين ويحمل عُدة الغوص ولكن فقط إذا خرج إلى الساحل ... فهو فعلاً لا يحس بالإختناق والغربة إلا على السطح !

---

 

الحمامة التي لون ريشها رماديٌّ

كدخان سيجارتي، لم تبخل بالتشابه مع هذا الدخان في التلاشي أيضاً فهي - ما أن نفثتُ الدخان - حتى تخلَّلتْهُ، اصطبغَتْ به مرة

أخرى، تصاعدتْ معه، تبددتْ، تسامتْ ... آهِ يا رئتي،

آه يا وطنَ الحَمام !

---

 

كالصياد الحاملِ قوسَهُ وسهامَهُ والمتخفي وراء شجرة وينتظر قدومَ طريدتهِ ... هكذا أنا مع يوم مولدي فهو يتقدم ببطءٍ ودلالٍ دون أن يدري ما ينتظره وشيكاً .. سأقتنصه وأدبغُ جلدَه بألف سؤال !

---

 

إعصار ٌعنيف رفعني فوق سديم من البشَر، سمعتُ أحدهم يصيح بي بضوء مبحوح وكان كهلاً : كنتُ قبلك لا أعرف الشك وأفترض الخير في هذه الجموع وها أنا بلغت عمر تلك النجمة . فقلتُ له كان إعصارك أليفاً بل وديعاً فليتني عشتُ زمنك، فقال انتظرني فنفخ في بوق فإذا به يصغر ويصغر في السن حد الأسنان اللبنية فراح يلثغ بحكمة فخفتَ إعصاري ... كان البوق قصائدي وكان الشيخ كل سنوات تعبي التي مضت وتمضي بلا جدوى

---

 

الفارق بين أيامي معك وبين أيامي التي ذهبت أدراجَ الرياح كالفارق بين الملك وحاشيتهِ ... صحيحٌ أنها ذهبت ولكنها تبقى تحت أمرتك ولو من بعيد

---

 

الكواكب أورام الليل ! وأنت وحدك يا حبيبتي تستطيعين إزالة هذه الأورام وربما تستدركين : ولكنَّ الظلامَ الدامس سيعمُّ العالم ؟ فأجيبكِ : أنسيتِ
ابتساماتك !؟

---

 

سلام لكل روح أبية نبيلة مضيئة تتنفس خفق أجنحة الملائكة ... سلام للمتأرجحين على خيوط الشمس المضية كالتماع الشرايين ... سلام للسائرين على دروب الفناء من أجل وضع حد له ... سلام لشوارع القمر الثاني الذي لا يراه أحد سواي ... غبتُ قليلاً ولم أكن أظن أن كارهيْ الشموع ترعرعوا في الظلام وساروا كراديسَ على ظلوع الزهور لسحقها
ومتى ؟ في وقت الربيع !!

---

 

أعجبُ من زهرة عباد الشمس كيف لا تصبح زنجيةً !!

---

 

دموعٌ غزيرة كفروة الرأس تلك كانت إجازتي وتهيؤي لما يسمى بعيد ميلادي وميلاد أكمام الربيع !

---

 

كنت جالساً على مصطبة وأراقب من بعيدٍ تظاهرة من الورود فلفتت نظر قلبي وردة متميزة ولا أدري لماذا هي متميزة فالحق أنها كانت تشبه زميلاتها لوناً وعبيراً شممتُه بنظراتي الولهى وبعد دقائق إذا بهذه الوردة تسعى إليَّ راجلةً، وطبعاً سير الورد أعرفه منذ كذا   (أربِعة) والأربِعة جمع ربيعِ فهذا الشهر ولدتُ فيه للشعر والقهوة والدخان، أجلستُ الوردة في حضني، فراحت تحكي لي طويلاً عن تأريخها اللحظوي وأنا أصغي لها بأنفاسي ... كان تأريخاً عصياً على التصديق وعرفتُ ذلك لأن شذاها أسكرني، هل سمعتم مَن يتناول الخمرة بأنفه؟! أخيراً وبَّختها طالباً منها العودة إلى زمرتها فقالت لي: لا لا أرجوك فهم أرسلوني لك كهدية بمناسبة عيد ميلادك ... هكذا هي بعض قصصي مع الورود ومحنتي الجميلة مع نيسان !

 

برلين

نيسان- 2012

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2098 الأحد  22 / 04 / 2012)


في نصوص اليوم