نصوص أدبية

تلبسُ الأحمرَ / سعود الأسدي

ولعينيها سوادُ الليلِ يا

حسنَهُ ! والصبحُ شِبْهُ الحَوَرِ

 

زرقةُ الأجفانِ ظِلٌّ ،

مَنَحَتْ

زرقةَ البحرِ لأفقِ السّحَرِ

 

وأفاعٍ جُدِلَتْ من شَعْرِها

حَرَسَتْ غُصْنًا شهيَّ الثمرِ

 

بوحُ رمّانٍ وتفّاحٍ وما

يشبُهُ العنبرَ في مُسْتَتِرِ

 

وأنا يفتُنُني ما قد بدا

في ابتسامات كزهرٍ نَضِرِ

 

ما الذي يحدثُ لي إنْ أرَها

غيرَ موجٍ في دمي من خَدَر ؟!ِ

 

شفتاها تمرتان استوتا

بين عَذقَيْ نخلةٍ في هَجَرِ*

 

حبّتا توتٍ فيا لي منهما !

من دمٍ من توتِها مُنْتَحِرِ

 

وبخدّيها لوردِ الشامِ ما

يُرجعُ الحُلْمَ لضوءِ القمرِ

 

تشربُ التبغَ ألا يا ليتني

كنتُ سيجارةَ تَبْغٍ عَطرِ

 

كي أرَى من شفتيها قبلةً

من دمِ الجمرِ ونَسْغِ الشّرَرِ

 

إنّ لي من إصبعيها حالةً

هي من وَجْدٍ شبيهِ السَّكَرِ

عَبَرَتْ بي رحلةً في غابةٍ

صَبَغَتْ روحي ببوحِ الزَّهَرِ

 

كلُّ ما أرجوه منها مُلْتَقًى

من رُؤَى مثلِ ربيعِ العُمُرِ

 

وهي تبقَى ،

وأنا أبقَى لها ،

في انسجامٍ نغماً في وترِ

 

أو كنبعٍ مثل عين الديكِ أو

مطرٍ من غيمةٍ مُنهَمِرِ

 

حيثُ لا تعرفُ معنىً للأسَى

وأنا أهجرُ ليلَ الضّجَرِ

 

طائرا عُشّ نغنّي ليلَنا

ثُمّ نغدو في غدٍ في سَفَرِ

 

*هَجَر : ناحية في جزيرة العرب اشتهرت بتمرها .

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2101 الأربعاء 25 / 04 / 2012)

 

في نصوص اليوم