نصوص أدبية
سِيــرَةٌ شَخصيَّةٌ للسَيـِّـدِ مـَـدري يـاهـو / فضل خلف جبر
عَنْ حَقيقَةِ السَيِّدِ مَدري ياهو!
فالسَيِّدُ مَدري ياهو سَمَكَةُ شَبّوطٍ زلقةٌ
ثَعلَبٌ ماكرٌ كَثيرُ الزَوَغانِ
غَزالٌ سَريعُ الجَري
له ِأَذرُعُ أخطبوطٍ
وَسَبعُ أرواحٍ!
وَسَبعَةٌ وسَبعونَ وَجهاً!
كلُّنا شاهدَناهُ يَسرُقُ الكُحلَ من العَينِ
وَالحُلمَ من النائمِ
وَاللّقمَةَ من فَمِ الجائعِ!
كُلُّنا شاهَدناهُ بأمَّهاتِ أعيُنِنا وَآباءِ حَواسِّنا
لكنَّنا نُعجَزُ عنْ وصفِهِ للمُحَقّقين
وَشُرطَةِ الآدابِ العامّةِ
وَخُطباءِ الجُمعةِ!
أقسَمَ أحدُهُم بشِرَفِهِ
أنَّهُ يَعرِفُ مَدري ياهو مَهندساً في وزارةِ البَلَديّاتِ
وقالَ آخرُ بل انَّهُ مُوظَّفُ جَمارِكَ
وادَّعَتْ امرأةٌ انَّها كانتْ مُتزوجةً بهِ قبلَ خَمسِ سَنواتٍ
بَلْ انُّ رَجلاً سيريلانكيا زَعمَ انَّهُ شَريكٌ تجاريٌّ مَعَ السَيِّدِ مَدري ياهو
مَراكزُ الشُرطَةِ، في كلِّ مَكانٍ،تَعجُّ بأصحابِ الشَكاوى ضِدّهُ
وَهوَ لا يَحفَلُ بأيِّ شيءٍ، على الاطلاقِ
يُزاولُ حياتَهُ كأيِّ حلّاقٍ يعتني بقصِّ شَعرِ زبائنِهِ
بِمَرَحٍ وتلقائيةٍ وروتينةٍ عَجيبَةٍ!
ذاتَ يومٍ قرَّرَ أحدُهُم نَصبَ كَمينٍ للسَيّدِ مَدري ياهو
لِضَبطِهِ بالجُرمِ المَشهودِ
وَحينَ تَمَكنَ من ذلك،
لَمْ يَستَطعْ ذلكَ الرجلُ الكَفَّ عَنِ الضَحكِ
وَقرّرَ اطلاقَ سِراحِ المَقبوضِ عليهِ فَوراً
وَلشدّةِ دهشتِهِ مما رأى
لَمْ يتوقفْ عن الضَحِكِ حَتّى يومِنا هذا!
كُلَّما سَألَهُ ساءلٌ عَمّا يُضحكُهُ يقولُ:
لَقد عَرَفتُ مَنْ يكونُ مَدري ياهو
ضَبطتُهُ مُتَلَبِسَاً بالجُرِم المَشهودِ
التقطتُ لهُ صُورَةً
وَسَجَّلُتُ لَهُ فيديوا
وَيمكنُني أن أريكم ذلكَ كلَّهُ!
فَينفضُّ الناسُ من حولِهِ وَجلينَ
وَكُلٌ منهم يَتَحَسَسُ مَلامِحَ وَجَهِهِ
خِشيةَ أنْ يكونَ هوَ ذلكَ المَدري ياهو
الذي يَتَحدّثُ عَنهُ ذلكَ المَجنون!
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2103 الجمعة 27 / 04 / 2012)