نصوص أدبية

يا ضَجيعَ الضُلوع ِ / عبد الفتاح ألمطلبي

 

 

مارَ شوقي وفاضَ بي فاشتكيتُ

إذ رماني الغرامُ حيث انتهيتُ

 

وتراني كسعفةٍ في هبوبٍ

بعد كأسٍ شربتهُ فانتشيتُ

 

عللوني بكرمةٍ وعريشٍ

غير أني إلى هجيرٍ نُفيتُ

 

أين من كرْمة ِ الخيال ِ سلالي

أين ذاك العنقودُ يومَ اشتهيتُ

 

يا فؤادا أودى به العشق طفلاً

وسقاني العذابَ حتى اكتفيت

 

 

كمْ تمردْتَ إذ نهيتُكَ عنه ُ

وسأنهاكَ  مشفقاً ما بقيتُ

 

يا ضجيعَ الضلوع هل أنت حيّ؟

أنا أدري بأنّ بعضَكَ ميْتُ

 

لستُ ناسٍ مخالباً  ناشباتٍ

بعصافير خافقي ما حييتُ

 

لا تُلام القلوبُ ساعة َ عشقٍ

سمعَتْ دعوةً فصاحتْ أتيتُ

 

لو تناسى مُعَذّبي جرحَ روحي

صاحَ جرحي مولولاً ما نسيتُ

 

يا فؤادي وما رأيتُ زماني

غيرَ فأسٍ تناهبتْ ما بنيتُ

 

وبغايا الأيام ِ تبغي هلاكي

كم دعتني لغيّها و أبيتُ

 

وتجنّتْ علي ّ دونَ جُناحٍ

حملتني جريرة ً  ما  جنيتُ

 

يا ضجيع الضلوع هل أنت قلبي

أنا لا زلتُ غافلاً ما دريتُ

 

ما أرى نبضتيك إلا فراراً

من لهيبٍ جرّبْتــَهُ   فاكتويتُ

 

أو جوىً  أجتويه وهو يصلني

عجبا لا محيصَ مهما اجتويتُ

 

وكأن الأسى قريبٌ حميمٌ

كلما باعني ببخس ٍ شريتُ

 

أمَّ شيطانـُه  طقوسَ التنائي

والغاَ في دمي ولكن عسيتُ

 

لو يواتي النفوسَ جَنـْيُ الأماني

لمخضتُ الأمورَ ثمّ اجتبيتُ

 

يا حمامَ النخيل ِ مالك تشكو

لك في الباسقاتِ حضنٌ وبيتُ

 

وأنا بتُّ في المفازةِ وحدي

دون ظلٍّ وللعراءِ أويتُ

 

متُّ قبل الأوان والرسمُ باقٍ

ظنّ أن الطريقَ شهدٌ وزيتُ

 

خابَ ظني فما هناكَ وصولٌ

وسَرابٌ ما لاحَ مهما مشيتُ

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2104 السبت  28 / 04 / 2012)


في نصوص اليوم