نصوص أدبية

جُـرح وَحُلـم

 ينفث أسطورة حياة بينها وبينها ملأتها بِحُبٍّ خفيّ...

قالت: سأطوي خلفي في كتابِ العمق، حتى تنزوي محابر الماضِي،

وقالت: سأرسمُ على جبينكَ الأبيض ابتسامة بريئة... تُشبهني!

وقالت: سَـ أملأ تفاصيل وجنتيكَ بِملامح شغفي لتُغيظني حُبًّا بِلوحاتِ الحنين...

وقالــــ تْ تْ تْ...

(ممم!) سَــ أُخبركم فيما بعد!

 

جلستْ على مقعدٍ أحمر يمين قلبه الصّلب، وراحتْ تغزل بأوردةِ الانتظار حكايات عتب...

قالت: ملأتَني بِعذاباتٍ تحنّطتْ في رئتي أنفاسًا شقيّة، حتّى أخمدتها رياحُ الأماني بِأصابع عاصفة سوداء

 تلوح في سماء الأنين كـَ حمامةٍ بيضاء صبغها الوجع بلونِ الموت...

ذات يوم، أخَّرتها الذّكريات الشّريدة عن اللّقاء، فراحت تغسل اللّحظات بِمطرٍ يسقط منتحرًا

 من صدرِ ديمة تُعيقها الأحزان!

مهلاً... وقبل أن أُكمِل قصّتي التي أعددتُها لأجل امرأة أشبه بالعظام، يلوكها الضّعف بِحسرة!

سَــ أعترف

 أنّ للحكاياتِ محرابًا تعتكف فيه لحظات عصيّة تبتهلُ للأحداث أن ترأف بها قليلاً،

 فلا تترنّح فوقَ بساطِ الاشتياق كُفرًا بالحُبّ....

وَ سَــ أبوح للسّماء سرًّا حجبته عنها ذات كون،

 أنّ للنّبض أماني تسقي الرّوح نخلة يانعة بِالعطر...

آآه....! حقًّا تُؤرقني النّهايات الحزينة

 ودومًا ما أحرص على الابتعاد عنها، ولكنّ شيئًا ما يُعيدني إليها...

ربّما لأنّ نهايات من ذلك النّوع تُضاعف من صبرنا، وتحمّلنا في هذا الكابوس اللّعين....

مممم.!! أستغرب من نفسي حقًّا حينما أُصاحب الحزن،فأتّخذهُ صديقًا في رواياتي التي أحوكها،

 وكأنّه يرويني متعة ولذّة لا أجدهما في الرّوايات التي تخلو من الحزن والألم، وتكون جميع أحداثها فرحًا وسعادة،

 وأجد ذلك غير منطقي بتاتًا، فالحياة نصفها حلو، والثاني مرّ.

 كذلك لا أصدّق تلك الرّوايات التي تصبغ سطورها بالسّعادة المثالية

-  التي لا تمسها رائحة الحزن، ولو لبرهة فلا أجد فيها صدقيّة تامّة!...

حسنًا لِنُكمِل الحِكاية.............

قالت: الحزنُ عظيم حينما يحكي لعيني أسرار الدّموع، فيعميني البُكاء!

والأرض عميقة جدًّا حينما تحوي عظام صدري المُختنق... فلا يسكنها غيري!

قالت: الآن.... لا أملُك شيئًا سوى أن أُفارق طيفك، وأرحل حتّى يتّسع بي الغياب....

فدعني يا أنتَ....

 دعني ألتصق بروحك شوقًا لعناق....

وغادِرني بعدها،

 ولا تعبُر ممرَّ ذاكرتي، حتّى أغسلها من ضبابِ جُرحك المُتوغّل كلّي....

سَــ أنقش على شمال صدركَ قلبًا آخرًا، أتحايل عليه أن يُسكنّي فيه وحدي، وأن تُقسم دقّاتُه كلّ وقت.... أُحِبُّكِ.....

أعلم أنّ ذلك لن يحدث...

 لن يحدث قطعًا... لكن... لا بأس... دعني أحلم...

أحلم، وأتنبّأ عشقك في أعماقي

 وأتفقّد شوقك في أضلاعي،

 وأشتمّ شمسكَ العالقة في صباحي،

 وألمس قمركَ الـ يُضيء مسائي،

 وأعترف أنّ لعينيكَ لونًا آخر،

 ولأنفاسك طعمًا آخر،

 ولنظراتك دفئًا آخر....

يااااه... كم جميل أن أحلُم...!

أحلُم

 وفقط..!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1195 الاثنين 12/10/2009)

 

 

في نصوص اليوم