نصوص أدبية

زمن الأزمنة / سوف عبيد

أو أيّ شخص آخر

أو أيّ مكان آخر

أو

آخر أيّ زمان

إنّما هو محض صدفة

وخيال....فقط

 

 

التي وهبت حليها للشاعر

خلعت فرطها

قالت : تفضّل

نزعت سوارها

قالت : تفضل

سلّت خاتمها

قالت : تفضل

فتحت عقدها

قالت : تفضل

ثمّ حلّت شعرها

وقالت للطيور

ادخلي الآن

بيت القصيد

 

تُزقزق طيور باب البحر

عند المساء

لكلّ طير من شجر باب البحر

ما تعوّد

وشجيّ صوت الشيخ

عبد الباسط عبد الصمد

دمعة

دمعتان

ليتنا لا أوزار ولا أحزان

لكنّها الأرض يا طيور باب البحر

زرعناها قمحا

فحصدنا قيحا

كأنها الدّنيا حبلى

ليس ندري ما تلد

زمن يبلى ودهر يتجدّد

فبمن ألوذ هذا المساء ؟

بسارية المسجد

لست على وضوء

بطاولة المقهى

لا أحتمل الضجيج

وقوس الأحمر في الأزرق

عند الغروب دم

في الشوارع تحت الأرجل

تخثر الدّم

فزقزقي يا طيور باب البحر

زقزقي

ثم آوي إلى عشّ الورق

واحلمي ما طاب لك

أن تحلمي

في دمي

 

من حدود الماء

إلى تخوم الماء

عطش

 

من الصحراء إلى السماء

مضيق

زقزقي.... فلا طريق

 

ذا زمان

تحطّمت فيه

حدود المكان

ذا زمان

تداخلت فيه حدود الزّمان

ذا زمان

قضبان داخل قضبان

فطيري ثم طيري

إن الألف ميل

تبدأ بالريشة الأولى

 

زمن

طيوره من أبابل

ترمي الأطفال

بالقنابل

زمن

البدر مازال يشبه

وجه الحبيبة

وقد وطأته الأحذية

زمن

اللّسان العربي

لا يسمّي

ما في البيت العربي

زمن

عجبا للفصاحة

عجبا للخطابة

تصرّفان فعل ثار

في المضارع المجزوم

زمن

من يفتح الملفات

داحس والغبراء

حروب الردة

الفتنة الكبرى

زمن

أهلا وسهلا ومرحبا

بالأحباب

صارت تتضمّن في الضّاد

كم تدفعون على الحساب

زمن

لا هدوء

لا دفء

لا حب

فالأعصاب أسلاك

والمشاعر

خشب

 

زمن

حاتم الطاغي

وهب بيت المال للمداحين

ولتجّار السلاح

فباعوه الصّديد

ثمّ أشاع في المدارس

كتاب البخلاء

زمن

الأسود يصبح أبيض

الأبيض يسبّح أحمر

الأحمر ينام أخضر

ويستيقظ أزرق

زمن

هي الألوان لا لون لها

كالحرباء

تميل مع الرّياح

حيث لا تعصف

زمن

يبتسم

كالذباب على وجه

طفل إفريقي

في زمن المجاعة

زمن

والعلب بالطعام

جاهزة

الثياب ... جاهزة

الشقق مفروشة

جاهزة

الأدمغة بالبرامج

جاهزة

الشعارات لكلّ مرحلة

جاهزة

فمتى يضغطون

على زرّ الدّمار

الجاهز

زمن

لا شمس ولا قمر

آلهة على يمين

آلهة على يسار

فأيّ جهنّم

تختار

 

زمن

حاكم على ظهر دبّابة

والدبابة على ظهور

الغلابة

زمن

الصورة الشعرية

ومباشرة على الأقمار الصناعية

كالتالي

البلاط والجواري والحرّاس

المتنبي وسيف الدولة

وسيف الدولة

في صدور النّاس

صاح المخرج

ـ اِقطع ... اِقطع

وأصلح يا متنبّي ....

عيد بأية حال

عدت ...

يا رصاص؟

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2105 الأحد  29 / 04 / 2012)

اِنقطاع مؤقت للصّوت والصّورة

ـ شكرا ـ

 

في نصوص اليوم