نصوص أدبية

دواة الغجري / سامي العامري

سألتُها مستغرباً : ولكنَّ مولدي مضى منذ يومين
قالت : أعرف ولكني لم أفضِّل أن تضيع هديَّتي وسط الهدايا ...
فابتسمتُ مرتين : مرةً لأن فكرتها لا تخلو من شِعر
ومرةً لأنها لم تعرف أني احتفيتُ وحيداً
إلاّ مع مقام نهاوند !

---

 

كنتُ خلفَهم ... 

لم أعرف لماذا كانوا يتماوجون رجالاً ونساءً في زحامٍ

ماديّن أذرعهم للأعلى

والعرقُ يتصبب من أجسادهم

ثم يعلو كبخارٍ مالح

ولكني قدَّرتُ أن أحدهم في المقدمة

يوزِّع أشياء ثمينةً ونادرةً وبالمجان !

فمددتُ ذراعي فراحت

تتلوى كالأفعى بين القامات المتزاحمة أمامي

حتى بلغتْ مقدمةَ الحشد , الحشدِ

الذي أصابه الخوف والذهول فتفرَّقَ فاسحاً لي المجال .

هم أصيبوا بالذهول من ذراعي

وأنا أصبتُ بالذهول مِن هولِ ما لمستُ :

كان هناك غجريٌّ

جالسٌ على درع سلحفاةٍ ضخمة

يجمع تواقيعَ

ظنَّ الناسُ أنها تذاكر دخول السيرك

بينما هي كانت

حملة جمع تواقيع

على دعوته للتخلص من برودة الواقع

بارتداء درعٍ ضخم

وكانت كفي في فم السلحفاة ,

السلحفاة التي كانت تضحك بصوت عالٍ !

---

 

جارتي شابةٌ جيكية
جميلة في مقتبل النسيم ...
لحد الآن والأمرُ مألوفٌ
ولكنْ أنْ تتزوجَ من عجوزٍ بعمر جدها
فهذا ما جعلني أقول لها في الممر :
لا أحتاج لزيارة الشرق
فيكفيني أنك جارتي !
فضحكتْ قائلة:
سامحكَ الله , وأنا لم أفكر بترك كاتدرائيات وطني
لأجاورَ محراباً صامتاً ...
قالت هذا وهزَّتْ سلسلة مفاتيحها
إشارةً إلى النواقيس !

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2115 الاربعاء  09 / 05 / 2012)

برلين

مايس - 2012

 

في نصوص اليوم