نصوص أدبية

إلى أمِّي / أنطوان القزي

ألملمُ لهاثَ المسافات

من ضَوعِ يديكِ النديَّتين

أباريقَ حياة.

با توأمَ الغمام

رذاذاً مباركاً،

 يا سنا الأقباسِ في صبحِ العنادل.

تنثرين الومض زيّان العيون،

تأسرين البالَ لوناً للرجاء..

يا عناقَ الضوءِ على خدِّ الغسَق،

دعيني أغربلُ الشموسَ

سِواراً ليديكِ،

أنسجُ الأشرعةَ منديلاً لمفرقيكِ،

أزرعُ قبلةً

على جبينكِ الريّان

زاداً لأيامي الآتية.

لن يكبرَ الطفلُ يا أمّي،

لن تضيعَ "الشيطنة" في مساربِ الدروب،

ستبقى أرجوحتي

خصلةُ الزمن البريء.

سأختبئ خلفَ ريحانةٍ سكرى،

أخبِّئ أصابعي

في سجّادةِ الحلمِ العتيق.

سأهزمُ الثلجَ

في صقيعهِ الحارق،

سأحملُ الدهشةَ والخوفَ

إلى ظلالِ داليةِ الطفولة،

سأرفلُ حكاياتكِ البيضاءَ

مناراتٍ لتلالِ السفر،

سأوَشِّحُ سماءَ أحلامي

بأناملَ أينعتْ في الفضاء

نجوماً لعينيكِ.

لن أخافَ من لحظاتٍ

يتناسلُ منها عذابٌ رقيق

أسدلتهُ الأوهامُ في حيائي،

لن أرتعشَ من صقيعِ المفارق

وجراحِ الغفلة،

لن ألوذَ إلى بيداء الوجع،

سأحفرُ أناملكِ سطورَ مواجدي،

سأرفعُ أكمامكِ

أرحام سنابل.

يا امرأةً تكسرُ الصمتَ في جنوني،

إنتظريني هناك

حيثُ خبّأتُ عناقاً وقبلتين.

إنتظري يا قوسَ انتصاري

وكوّة الشروقِ العتيد.

معكِ لن تشهقَ الروح

إلاّ للفرح،

ولن يرودَ الطفلُ

إلاّ رائحةَ فستانكِ العتيق،

لن يمسكَ إلاّ ثريّاتكِ الولهى،

لن يغمرَ إلاّ

قناديلكِ المنذورةِ للسهر

ولن يراقص سوى فراشاتِ النعاس.

دعيني أعود

أركعُ لسلطانةِ الحنان،

دعيني أدخل

أصلِّي في هيكلِ أسرارِك،

دعيني أغمركِ.. كي أعيش!!

  

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2117 الجمعة  11 / 05 / 2012)


في نصوص اليوم