نصوص أدبية

نهايات .... / سنية عبد عون رشو

... لكن صفرة الموت في وجهه

.....

سيدي القاضي .......لست بخائنة .. لكن

قضيتي صارت أنشودة العابرين...قضيتي صارت لبانا في فم ثرثاري المقاهي... يعلكونها ويمجونها.... بالأمس كنت كل دنياه.. وبالأمس كان كل دنياي. ....وبالأمس أيضا انتهى كل شيء... وتلاشت بقايا ذكريات حنون  .......تجمدت لغة الكبرياء في قلبه . وتسافلت صورته....بالأمس فقط مات حلمي .....شيعته عند عتبة بابكم ...

......يقف قبالتها ....منكس الرأس مضطرب الحواس .....اصطكت اسنانه وجف فمه ......يبدو كأنه أصيب بدوار فقد بانت صفرة واضحة  على وجهه .....كان رجلا ذا شفتين رفيعتين  .....يخرج صوته من خلال أنفه الأفطس ......

افتتح القاضي جلسته الثانية مع مجموعة من موظفي المحكمة أومأ لها القاضي .. بمتابعة سرد قصتها .....بينما تسجل موظفة الضبط أقوالها...

بنبرة ساخرة هادئة تابعت سرد قصتها ......

سيدي القاضي العادل ......ما ترى برجل حقق دعاية رنانة لمكتبه ومشاريعه الاستثمارية الكاذبة  ؟؟ ........وقد جمع مبالغا طائلة   من الناس من مختلف الشرائح بحجة الاستثمار على ان يتم منح هؤلاء  نسبة من الارباح شهريا ....بينما يبقى  رأس المال  رصيد ا ثابتا لهم .....وتلك فرصة قد تبدو مغرية لقليلي الحيلة فيستثمرون اموالهم عنده؟؟.....

عشنا خلال تلك الفترة في بحبوحة ووئام .....كنت أساعده في اعداد القوائم لأسماء المشاركين  وكنت أصدق نواياه وأظنها نبيلة.. تماما.. شأني شأن كل المستثمرين عنده.. .

بعد عام كامل...... وفي احدى ليالي الشتاء القارصة .....دخل زوجي دارنا .....مرتبكا  ...الاعياء باد على جسده وعقله ... ..... قال بلهجة حادة وبصيغة الأمر .....بعد يومين فقط يتوجب علينا مغادرة العراق ....دون رجعة ....كوني جاهزة مع الولد والبنت ...صب جام غضبه على حقيبة كان يحاول فتحها .....ثم ركلها بعيدا عنه

أجبته ......ليتك تهدأ....بالهدوء وحده أفهم معاناتك .....عندها زادت شراسته وحدته .....فكرر ما قاله ......

بيد انه تأكد لي بما لا يدع مجالا للشك انه يدبر لأمر في غاية الدناءة والوضاعة....... ,, الاعتراض غير مجد في مثل هذه الحالة ....همست مع نفسي ....وأموال الناس ..؟؟...والمكتب ...؟..

فصاح بصوت مرتعد .....ما بك  ......؟؟

......لا شيء

قبيل الفجر نجوت بنفسي.... وأجهضت أحلامه النزقة ......تاركة ورائي فلذتي كبدي .....هاربة من مأزق جسيم وضعني فيه .....

اشرأب رأسها.......أخذت نفسا عميقا .....

نعم سيدي القاضي ......أبلغت عنه .....وها هو قد أنهى مدة عقوبته.... واليوم .....لامس الوهم خياله .....ليجبرني الى بيت الطاعة .....او ربما فاض شوقه وتذكر ان له زوجا وأبناء  قد تسبب لهم  بالخزي والعار ...

شعر هو  بحرج شديد انتابه أمام الحاضرين .....فبادر قائلا .....لكنها تبقى زوجي وأم أبني وابنتي .....في محاولة منه لإنقاذ موقفه .....

القاضي .......هل توافقين على  العودة معه لبيت الزوجية .....؟؟

هي ..........بل عافته نفسي .......

سأكتب براءتي فوق أحجار المدينة ........

قصة قصيرة

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2120 الأثنين  14 / 05 / 2012)

 

في نصوص اليوم