نصوص أدبية

مُـتّهمٌ أنتَ .. وأنا المُـذنبة / ياسمينة حسيبي

 

مُـتَّـهَـمٌ أنتَ ...

بالتَّسكع في ممرّاتِ قلبي

بانتشار يديكـَ من حولي 

 

بالتّـوْق الذي يَـغْـلي في عينيكـَ.

نظراتكـَ غِـوايةٌ تتناسلُ في الهواء

قُـبلتُكـَ ذنوبُ عـِشقٍ أزليّة

 

مُـتَّـهَـمٌ أنتَ ...

بقضم اللّـهفةِ

قبل أن تؤتي أُكْـلها

ينبهر منكـَ  الضوء

فيمشي على أصابعه في العتَمة

 

مُـتَّـهَـمٌ أنتَ ...

بتعليق رائحة الشوقِ

على حبلِ المساء

بجردِ العطر من جِـيدِ الفراشات

بالازدحام في قصيدتي الوحيدة

بـهسيس النّـار في ضُـلوعي

باشتعالي في راحة كفّكَ

كغابة استوائية

مُـتَّـهَـمٌ أنتَ ...

بزخات المطر في صمت الليل

من أخبركـَ أن المطر وَرِعٌ ؟

وحدكـَ... ولا أحد سواكـَ

يُمسك بالضّـوء المُـتدلّي

من سَـقْـفِ روحي

تسْحَلني على حوافي الماء

تستفردُ بارتباكي

فأتمسّكُ بعينيكَ خشية الغرق

وحدكَـ ترى ابتسامتي

قبلةً تبتهلُ على أطراف الشفاه

وتُراودُ العـِطر عن أنفاسِي؟

 مُـتَّـهَـمٌ أنتَ ...

بارتجاج عظامي

حين أسمع نبرة صوتكَـ

بالتقاط صُورٍ مُـلونة

لموتي المحقّقِ فيكَـ

تَـنْـصِبِ لي شِـراكِ الغواية

من ضفيرة الحواسّ

فتطرح الدّالية نبيذها

 

في قــناني النشوة

تركض بي خلفكـَ

في تــيـهِ الشّـوق

وتتشظى الخلايا

من ملمسِ روحكَـ

أعبر حقل (ألغامكَ)

فتتعرّق الارضُ تحتَ خَطْوي

مُـتَّـهَـمٌ أنتَ ...

بالوقوف في امتداد الضوء

تستند بكلّـكَـ، بظلّكـَ ، بعشقكَـ

على فراغ انتظاري

تمشي إليّ بلا طـــريق

تُفَـصّلُ المــسافات

على مقاسِ قدميكـَ

وتُـسرع إليّ على مَـهَـل..

تعبثُ بملامح الحب

كطفـل مدلّــل

تشربُ دهشتي 

في الكأس الاخيرة  

مُـتَّـهَـمٌ أنتَ ...

بكلماتُ  لم تَـقُـلها

سمعتُها كالنداء... كالصّلاة

فتَـنَـسّـكْتُ في محراب عينيكـَ

حافية القدمين

عــارية القـلب

أتَـصوّفُ في العشق

وأقومُ في الثلث الاخيرمن الشوق

أستغفرُ لي ولكـَ 

 

ما تقدّم من القُـبلِ وما تأَخّـر

وأَلتمسُ لي سبعين عـُذرًا

لِــقدّ قَــميصِ الليَّـل

وفَـــكّ أزرار الهمسة ..

وحين أتهادى بدلالٍ

على خـطوط يديكــَ

أتَـعَـثّـرُ بنظرةٍ من عينيكـَ

وأسقط بين ذراعيكَـ 

 

فيتّهمُونكـَ بذنبِ الغِـواية

الذي لا يُغتفر!

 

ويُطلقونَ سَراح العِشق في دمي !!

 

ياسمينة حسيبي

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2120 الأثنين  14 / 05 / 2012)

في نصوص اليوم