نصوص أدبية

الفارِسُ المَجْنون / ذياب شاهين

 

 

الكـَلامُ

مَعَ الأشْرار

كمّنْ يَرْمي الماءَ

في البَحْرِ

الأصْلعُ

يَحتاجُ إلى قبَّعَةٍ

والأعْوَرُ

يَتَنَفّسُ بِعينٍ واحِدَةٍ

الخَطرُ رفيقٌ دائمٌ

مَنْ سَرَقَ حِماري

وَكيْفَ سأقاتـُلُ

الأشرارَ من سِياسيّين

ورجالِ اِعْلام

أعْطِني قُبلةً

فأنا فارِسُ

الرَزانةِ المُنْتَحِبةِ

تـَقـْتـُلني

خَيالاتي الغَريبةُ

لا بأسْ

فَحِماري سَيرْجَعُ

للبيتِ ذاتَ يومٍ

أيّتُها الساحِرَةُ

دَعيني

أشْرَبُ كأساً مِنَ

الحُبِّ

الفارسُ الهائمُ

لا يَعْملُ مِن أجْلِ

المالِ

منْ يَرحَمُ

عُذريّةَ البَغايا

لا تـَزْرَعي

في قـَلبي الذُعرَ

وكيفَ

سَأحَرّرُني

مِن ثالوثِ

الشَكِّ والغَضَبِ والخَوفِ

يا فارسَ المَرايا

منُ سَينشرُ صورَ

انتصاراتي

في الشَبكةِ العَنْكبوتيّة

وأنى لي

أنْ أفرّقَ بَيْنَ

قَطيعِ خِرافِ

وكومَةِ أفّاقين

في كلِّ حِين

شُدّي عَليَّ الحَبْلَ

وأنْزِليني

إلى الكَهَفِ الغائِرِ

في بَطنِ الأرْضِ

كيفَ تَرَكْتُ النَخْلَةَ

ناشِجَةً

ورَحَلْتُ

إلى الصَحْراءِ

آهٍ

يا ساكِبةَ الكُؤوسِ

لا تَطلُبي مِنّي المالَ

فَحُبّي إليكِ

حُبٌّ روحيٌّ

لقدْ عادتِ السَمَكَةُ

إلى الصِّنّارَةِ

هلْ أبدو مَجْنونا

النَعْجَةُ مَرّتْ قُرْبي

والسَيِّدَةُ

ذاتُ القُبّعَةِ

تائِهَةٌ في الماضي

تُطرّزُ لِقَلبي

حُبّاً يَليقُ بِها

ماذا تـُقدّمُ البَسالةَ

للجَمالِ

مَنْ يَسْتَغْني

عَنْ راكبِ الحِمار

عِندَما تصْدَحُ الموْسيقى

لا بُدَّ مِن الرقْصِ

الثَراءُ

لا يَجلِبُ الشَرفَ

سَيصفّقُ لنا المُهذَّبون

ويَشرَبُ نَخْبَنا

الحاقدون

أنَى لي بِجَوادٍ

يَنطْلقُ بي للنجوم

كيفَ سأحرّرُني

مِن السِحْرِ

ألا تكْفيكَ جَزيرةٌ

يا راكبَ الحِمارِ

مَتى يَتَحققُ النَصرُ

فالصعودُ للشمْسِ

يَمْلأُنُي دِفئا

لا أسمَعُ سِوى

صَوْتِ الريحِ

الحُلمُ

يَجْلبُ لنا التَصْفيقَ

سأكونُ أميرا

عِندَما يَأمُرُ الأُمَراءُ

ولكنْ جَسَدي

غداً

ستأنفُهُ النِساءُ

لِمَ يَسْرقونَ انتصاراتي

بِمِلعَقاتِهم

ومَتى حَقـّقَ العَبيدُ

الانتصاراتِ

لا تـَدْعِيَيني

"سَيّدي"

فلقدْ

سَأمْتُ المَلاءاتِ الناعِمَةِ

وفَنادقِ الدَرَجةِ الأولى

أبْحَثُ عَنْ روحِكِ

كيْ نَسْبَحّ

على مَوْجِ الناي

جّسَدي الفاني

يَعْزفـُكِ بَردا

كيْ يَبْقيَ

مَسْحورا بِطينِ الأرْضِ

مَن يَحْميني

مِنْ ضَوْعِ خُلودي

فالطّينُ بَقاءُ

أغْمُضُ عَيْنيَّ

فـّتُرينَنَي فـَرْجا

مَفـْلوعاً كالرُمّانة

هَزَمَتْني الأفْعى

ورَغيفي

عَفِناَ باتَ

حينَ أخّذَتْني

سِنَةُ النَوْمِ

الحَياةُ حُلُمٌ

والجُنونُ

حُلُمٌ في الحُلُمِ

دَعيني أرْحَـلُ

فَلنْ أرى

حَبيبَتي مُجَدّداً

أعِدُكِ

بألّا أحْلَم ثانيَةً

وسَأوصي

بِكِلِّ قَصائدي

للنّساءِ

فـَأجْمَلُ انتصاراتي

عِندَما هَزَمْتُ نَفْسي

وَرَجَعْتُ

مُكلـّلاً بالظَّفـَرِ

 

أبو ظبي

‏الجمعة‏، 02‏ آذار‏، 2012

 

  

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2122 الاربعاءء 16 / 05 / 2012)

 

في نصوص اليوم