نصوص أدبية

غناء في مستوطنة الكلاب

ولأني على صواب

ظننت ان البلاد التي انجبتني

 كانت على خطأ

ولأني مع البلاد على صواب وعلى خطأ

ايقنت ان هذه الحياة

متاهة ..

والبلاد ايضا متاهة

والعائلة التي احيا معها متاهة

وكل التضحيات التي قدمتها

كانت متاهة

والبرهان ..

هاهو الحاسد والواشي

في المقال المصون لهذا القصخون

 يوصمك بتهم باطلة ..

 " كاتب تقارير

وماسح اكتاف مخابرات .. و .. "

ويحك ياسليل الزبد

ان صيحة إحتجاج واحدة مني

 في نادي الأدباء يوم ذاك

تدعك تنزوي خجلا

 في مقصفك الموبوء بالـ... والمخدّرات !!

ياه ..

لاغير الشعر والشعراء النبلاء

 من يعرف ذلك

انا الذي ركلت الغنائم

 ومكرمات القصيدة الداعرة ببياضي

وتركت العائلة يعينها الله نهبا للنباح

وحلقت بجناحين من بـَرَد وعبرات

الى فضاءات الإنعتاق .

ولذا ..

كان من حقي جدا

ان اكون أنا المدمن والمجنون والصعلوك

حتى لو كنت إبن سليل ملوك على الدوام

سأقول الآن ماهو خارج  هذا النص ..

" أنا سمكة زينة في حوض الحياة ،

 أسبح كما تسبح الآيات في سور القرآن ،

أنا لثغة النبي بأول حرف نطق في غار حراء

وأنا صحراء بلا غزوات من اجل هيبة الدين

وأنا أيضا البرزخ الذي يصعد كل يوم

في مهجة الشعراء

كتبت عن جوعي ذات حصار  :

 " طفلي الذي يفتش عن حليب العافية

    بجرّتي صدر امه عبثاه يلقاه

   مادام فطورها ماعون البؤس ودمع الحرمان

   وعشائي فنجان صبر ودخان *"

 لكن جوعي ارغمني ايضا

ان اركن إحتجاجي وتمردي جانبا

 واكتب لقاتلي قصائد حولاء

لأن اكثر بلاد تستحق التضحية

هي العائلة ..

 لا حروف فاسدة عندي

حتى أدبّج العطن والبهتان في المقالات

ولامهدا حزبيا عندي

 حتى ارضع من نهد الله

لي من الصفات ما تشبه كل الناس

 ولي من العلامات الفارقة

ما يغار منها الجهلة والقتلة

 واشباه الرجال

 لا فصيلة خبث في دمي

 ولا مشكاة زائفة في روحي

 ولا رادار حريف في رأسي

 ولا مكائن أو كمائن او مكائد في جسدي

غير اني ويا للأسف

املك اعز ولاية في مخيالي

ولاية لاناس فيها

ولا ملائكة

ولا شياطين

ولاية كل مافيها لم يلمس بعد

ووحدي من يراها

ولاية سأشرح تفاصيل جغرافيتها

حين يكون العدم صديقي

أعود الى النص الآن ..

أنا على خطأ جسيم

والصواب يدعوني ان اتجنبكم جميعا

اشرب الآن كأسي

كي أخفف من غلواء رؤاي !!

لكم تزدحم الأفكار في رأسي

حين اقرر ان لا اقول اي شيء

ولكم تفر كل الرؤى

حين اقرر تدوين حسرات القصيدة

ثمة لعبة قذرة

يمارسها الجهلة والمتنطعين في الثقافة معي

ولذا قررت بكل بساطة ان ازدريهم

حسنا ..

ها أنا ادوّن الآن خارج هيبة الشعر

وأقول ..

هذه السماء بطانية زرقاء

بكل سعتها

لايمكن ان تغطي ربع روحي

وهذه النجوم العالقة بصوفها

لا تضيء كرية واحدة من دمي

كل الكواكب في بطانية الكون

لا يمكن ان تكون اكثر ضوءا

من قصيدة يكتبها الشاعر الآن ..

والبرهان

سيتوقف هذا الشاعر عن الكتابة هذه اللحظة ..

انظروا الى الكون

كله بلا معنى الآن

الكون كله صار معتما الآن

ذلك ان شاعرا على وجه هذه الأرض

سيموت الآن

 وليس سوى الله

من سوّى الشفتين كفنا إليه

معي ارجوكم الآن ..

إسمعوا قلب الله يدق

لرحيل الشاعر

اسمعوا نبضات قلب الله معي ..

إسمعوها ..

إسمعوا قلب الله والبلاد ..

وإسمعوا دمّام قلب الجاهل

يدق بالأباطيل  الآن ..

وهو لايعرف غرفة يوسف من مطبعة يوسف !!

وهو لا يعرف ان سارترا ً

ضاجع افكار "كانابا " وإستولى عليها في الخفاء

مثلما سرق " الأوديبي " بغباء

 افكار المملكة السوداء

ولجدب في جوانيته

يستعرض علينا اسماء عباقرة وعناوين كتب

شرب الزمان منها وثمل

ويفسر الماء بعد الجهد بالماء

ويتملق لصعاليك بغداد وجنة عدم وكامل شياع

 لحفظ ماء وجه من لا وجه له

وهو لا يعرف ايضا ..

ان الثورة يخطط لها الدهاة .. نحن

وينفذها الشجعان .. نحن

ويستولي عليها الجهلة والجبناء والنفايات

ومازال النباح والسعار والشرر والتجني

على قافلة الموهبين مستمرا

من مستوطنة الكلاب

لكننا مازلنا ايضا ..

نغني بكل متعة الحرقة .. ياحريمة ..

بيرث

 

ــــــــــــــــــ

*مقطع من قصيدة كتبتها ايام الحصار وغنتها المعارضة كاملة بعد ذلك بصوت مطرب المقام إسماعيل فاضل .

* صعاليك بغداد : ديوان الشاعر عبد الخالق كيطان .

* جنة عدم : ديوان الشاعر احمد عبد الحسين .

* الأوديبي : مجموعة قصص لقصي الخفاجي .

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1197 الاربعاء 14/10/2009)

 

 

في نصوص اليوم