نصوص أدبية

طفل وقح .. ونهر بلا إيقاع / حارث معد

في القَفرْ

سالَ عَرَقُ المساءِ فوقي،
وارتمى مثلَ عباءَةٍ رَثَّهْ.
وتَعفَّنَتْ ضلوعُ الشتاءْ
عفنا يجثمُ في جُثَّهْ

أركلُ بالوداع الحجرَ المثقوب،
ويركلُني
أحاولُ نَزعَ قَرَادِ الحزن،
وهو يمتصُّ دفء المدينة،
وأتنفس أجناب الأرصفة الرعناء،
ولا عبق يشمُّهُ انفي الرطب
فأنسكب بلا إيقاعٍ،
في سواقي المدينة

ثانية يسحبُني النهرُ كلُفافَةٍ،
إلى عروقِه المُحتضرة
وهو ينشرُ بقايا القِرطاس
فيستسقي الشعاع وجهي
وبينَ فَكَّيْ نَورسٍ ونورس،
أصيرُ رحلةً موسميَّهْ.
حَلِّقِي أيتها البجعاتُ معي
خُذيني من أشلاء الطفولةِ،
الملقاة بين الأزقَّة
خذي ذاك الطفلَ اليانعَ الوقح
وقد اختنق،
كأنبوبٍ عَجزَ عن تصريفِ المِياه،
ولم يُنظِّفْهُ أحَد
خذيني مِنْ تلك الأيام،
التي كانت كدَربَكةِ الأقدام،
فوق الجسرِ الحديدي

لا جسدَ لهذا النهر،
ولو كان الأمرُ بيدي،
لمنحتُ النهرَ جسدَ الكلماتْْ.

حلقي معي أيتها البجعاتْ
خذيني هناك،
بعيداً.. بعيدا،
خالياً مِن الحبرِ والذكرياتْ.

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2124 الجمعة  18 / 05 / 2012)

في نصوص اليوم