نصوص أدبية

أشجانُ النخيل / عبد الفتاح ألمطلبي

 

 

سَلْ هائجَ النوءِ ِعن فُلكـي و إبحاري

بلا شراعٍ ولا حبــــــــلٍ ولا صاري

 

أذودُ حوتَ حنيني عـــــــــن خيالِهمُ

و أطعمُ الموجَ من لحمِ النوى العاري

 

وحشانِ ما فتئا يَســــــتمرئان دَمي

بما  يؤرقني مـِـــــنْ ريبِ أفكاري

 

ما أوْرَثاني سِـــــــوى أوزار مُتّهم  

و أوْغَرا صدرَ أيا مـــي و أقداري

 

ذئبان صالا على روحــي وقد عَقـَرا

في غفلةٍ سَنَحــــتْ غُزلانَ أشعاري

 

فما دَرى غيرُ ذاتِ الطــــوقِ يومئذ ٍ

قالتْ لكَ  اللهُ  في الحــالينِ يا جاري

 

من نخلةٍ  بشُــــغافِ القلبِ مطلـعُها

صارتْ على ما بها قدساً لأسراري

 

ما مر ليلٌ بـــــــها إلاّ وقد طلعتْ

جذلى تذكرها بالعشـــــــق ِأقماري

 

وما انحنى عاشقٌ في ركعةٍ لهوىً

  إلا وآنَسَ فـــــــي أفيائـِـــها ناري

 

أو أذّنَ الشوقُ في قلــــبي لنافلةٍ

إلا وآياتـــُــــها وردي و أذكاري

 

لولاكَ يا نخلُ لا عشقٌ ولا دنفٌ

ولا عتابٌ ولا إنسٌ لسُمّـــــــــــارِ

 

قد عادَني   شَجنٌ من نـــوحِ فاختةٍ

أغرى شجاهُ مزاميــري و أوتاري

 

واستيقظوا وفؤادي كــهْفَ نومتهم

وفي الوصيد صحا شوقي وقيثاري

 

 

 

وصحتُ يا نخل ُمالي لا أُغاثُ وهمْ

ليسوا بأبعدَ مــــــــنْ خطوٍ و أشبارِ

 

مالي أرى الريحَ ما هبّتْ على قـَصَبٍ

إلا دعتـْهُ لأن يؤوي لهُ الضــــــــاري

 

من كاسرِ الهجرِ أو ذئبِ الحنينِ لهمْ

فصار من شجنٍ روحـــــــــاً لمزمارِ

 

 العشقُ كالبحرِ  في أمواجـــهِ صخبٌ

فاخفض شراعـــــكَ إن يُنبي بإعصارِ

 

لا يسلم القلب مـــــــــــــن أمواجه فأنا

مالي مــن العشق إلا جرفــهُ الهاري

 

يا نخلة ً علِمَــــــــتْ ما بيْ  فأرّقََها

فقايضتـْنيهِ مثقــــــــــــــــالاً بقـنطارِ

 

هو الزمانُ كما تدريـــــــــنَ منقلبٌ

رأساً على عقبٍ أشتــــــاتَ أطـــوارِ

 

من يوم قابيل فينا قـــــــــــالَ منطقهُ

تريد من نشبي فاقبـــــــل بأخطاري

 

قالت وقد طأطأت من فرط  لوعتها

تيجانها الخضر ذا تمري وذي داري

 

لكن بلواي يا شاكــــــــــــي تؤرقني

مظلومةٌ ظالمي أهلـــــــي و أنفاري

 

أسبغتُ فوقــَــــــــــهمُ ظلّي و إنهمُ

يرمونني اليوم من تحتي بأحجاري

 

كم تحتَ ظلّي شكا لي عاشقٌ دنِفٌ

ففيمَ يُمعنُ قي صدّي و إنكــــــاري

 

مللتُ من علل ٍ ما كنتُ أتقـــــــنها

صنعاً وأمست كقبضِ الريح أعذاري

 

ما بين حجةِ قلبي و اعترافِ دمي

محا الزمان مثابــــــــاتي وآثاري

 

هذا فراتي وذي من دجلتي طفرتْ

دمعات والهةٍ مـــــــن جورِ جبّارِ

 

قالت تقطع قلبي مــــــــــن شكايتها

يا ليتهم علموا يومــــــــا بأخباري

 

لا ماء بين ضفافــــــي  ليتهم قُتلوا

ولا ربيع أباهيـــــــــــــــهِ بأنهاري

 

حتى نسيم ضفـــــافي شابـَهُ وجَلٌ

فما يُداعبُ بي أغصانَ أشجاري

 

إن الغبار الذي يبدو علــــى وشلي

ما كان لو هطلت بالحـــبِّ أمطاري

 

أرى الأعاصير قد هبّتْ على وطني

وذي طلائعها تجتــــــــاحُ أزهاري

   

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2126 الأحد  20 / 05 / 2012)

 

في نصوص اليوم