نصوص أدبية

وأوكلت للذئاب مهمة إجراء هذا التعداد.

بعد انتهاء الفترة المحددة طلبتْ الذئاب أن يتم تمديدها، ذلك لأن الأعداد التي يحصونها في النهار تختفي في الظلام.

اشتباه

قال له رجل الشرطة: ان الصورة الملصقة على المستمسك الرسمي الذي تحمله لا تشبه وجهك؟

فقال له: ولكنها تشبه وجهي في المرآة؟

فقال له رجل الشرطة ساخرا: ومتى خرجت من المرآة؟

أشباح

ولأنني اسكن وحيدا عند الحافة الأخيرة للظلام متخذا منه مظلة لما تبقى من أيامي فهو يطالبني أن أؤلف له أناشيد يتسلى بها مع أشباحه، واشترط عليّ أن تكون هذه الأناشيد غير سياسية كي لا يورط أشباحه مع الأشباح البشرية.

ورطة

نعم، أنت تحوم حولي النهار كله والليل كله، لا تبالي بتقلب الحال والأحوال، ولم أسالك عما تبتغيه ولم تطلب مني شيئا ولا تقاسمني أي شيء ولكنك لا تفارقني وظلّ شيء عالقا بيننا ولم نقله لبعضنا البعض في أينا ورطة الآخر؟

مضمار

عندما تحسس الرجل طرفه الاصطناعي ودّ لو كان بإمكانه الركض إلى جميع الجهات وتمنى لو يكون الشوط طويلا وليس ثمة صافرة تنبهه، مكتفيا بصفير الريح في طرفه الاصطناعي.

تراب

تراب الوطن المزعوم الذي يحمله المهاجر في حقيبته أكذوبة ابتكرها حفارو القبور الذين أصبحوا سياسيين فيما بعد كي لا يخسروا زبونا.

فالأوطان ليست بترابها الذي يملأ أفواهنا ولا بغبارها الذي يعمي عيوننا ولا بمياهها الآسنة التي تلدغنا حشراتها ولا أن نرتقب بيانات أولي الأمر من حفاري القبور، تلك البيانات التي تشبه الكوابيس.

عقوق

رأيتُ آدم يجلس على عربة للمعاقين، تدفعه حواء الهزيلة في الطرقات وهو يتسول من المارة قائلا: هذا ما فعله بي أبنائي، أبناء آدم.

قبور

كانت لصديقي نزوات غريبة فعندما كان ملتزما دينيا اشترى لنفسه قبرا إلى جوار أمه وأبيه وعندما تخلى عن التزاماته الدينية باع القبر واخذ يسكر بثمنه وعندما يستبدّ به السكر كان يقول لي: من الحماقة أن تشتري لك قبرا وأنت تعيش في قبور كثيرة، ابتداء من الوجود، إلى جسدك، إلى أفواه الناس المفتوحة التي تنبعث منها روائح شبيهة بروائح الموتى.

تجوال

حظر التجوال في هذه المدينة لا ينتهي، وحدهم المشردون مستثنون من هذا الحظر، وعندما يجدون الشوارع فارغة إلاّ منهم يغنون بأصوات حادة مؤثرة ويجعلون الناس يخرجون إلى الشوارع منصتين إلى أصواتهم، فكأنهم استبدلوا حظر التجوال في الشوارع بالتجوال داخل أنفسهم.

قافز

قال المدير للرجل المتقدم للتعيين: ما هي مؤهلاتك؟

قال الرجل: القفز على الكراسي.

قال المدير: وهل تستطيع أن تقفز على كرسيّ هذا؟

قال الرجل: القفز العالي ليس من اختصاصي.

استراليا

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2138 الجمعة  1 / 06 / 2012)