نصوص أدبية
بارود في الحلق / زيد الحمداني
فوق رأسي تحوم
تحدقُ في احشائي
تتشهاني
وتتوهمُُ طُعوم اعضائي
في غبش العُتمةِ
أمي الثكلى
فوق نولها البالي
محنيةٌ منذ عصور
لا نأمة تصدرُعنها
تعوي في صمتٍ صاخبٍ
وحين تجوعُ
تزدردُ عينيها المبيضتين
وتشربُ فوقهما
ثُمالةً من دمي المسفوك
يا واهبَ الحياة، يا خالقَ الموت
أتسمع نجواي؟!
أتفقه هسيسَ تمتماتي؟!
أتوسل اليك
أقِم الساعة الآن
أو أنزل علي?
عصا سحرية
أشقُ بها بحرالرمال
وأتماهى مع الكثبان
لعلي أصير بئراً طيبةً
يشرب مني العابرون
أو حبةَ رمل تجثو
على قدم "خاتون" مصون
حين تمرُ من هنا
قوافلُ العراقيين
يا واهبَ الحياة، يا خالقَ الموت
لا تقم الساعةَ ولا تعطني عصا سحرية
فقط
امنحني جوازَ سفرٍ نافذ المفعول
وفيه تأشيرة مختومة
الى فردوسك المنتظرِ
د. زيد الحمداني
أبوظبي
03/06/2012
.....................
(هذه القصيدة مستوحاة من مقطع فيديو يعود الى ثمانينات القرن الماضي. حيث تقتاد ثلة من العساكر شابا معصوب العينين وتضع في جيب قميصه اصبعا من "الديناميت". قال لهم وهو يرتجف: هل ستفجرون جسدي؟ لم يجبه أحد. أجلسوه في حفرة ترابية وفي غضون دقائق صار هباء منثورا.)
تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2140 الاحد 03 / 06 / 2012)
