نصوص أدبية

قصيدة لزوميّة / سعود الأسدي

 

سَمَوْتَ بشعـرِكَ يا مُطلقُ     وأنت المُقيَّـدُ والمُطلَقُ

فكانَ لكَ القـيدُ حُبَّ البــلادِ وأنتَ بها المُلْهَمَ المطلٌق

فَلَقْتَ الصّبـاحَ على أُمّـةٍ     وقد كانَ لولاكَ لا يُفلَقُ

وأفلقتَ* بالشعرِ حتى استبانَ* وأنت به الشاعرُ المُفلقُ

وأحْسَسْتَ يُفْتًحُ بابُ الرحيـلِ* فيا ليتَهمْ بابَـهُ أغلقوا

فكان الرحيلُ*الذي قد لَقِيتَ وكان الرحيلُ*الذي قد لَقُوا

و(ضجعةُ موتِكَ*) ما أقلقتْك فَذَرْهمْ بضجعتِهـم يقلقوا

وعندَ التصدّي فلا يستوونَ وهل يستوي النَّسْرُ واللقلقُ

وما احتجتَ يوماً إلى فيلقٍ  وقد كانَ يحتاجُـكَ الفيلقُ

ولو كنتَ في زمنِ الأقدمينَ لزُعْزِعَ من ركنِهِ الأبلقُ*

خُلِقْـتَ جميـلاً تحبُّ الجمـالَ وبعدَكَ مثلُكَ لا يُخْلَقُ

بكتْ فقدَك القدسُ أمُّ البــلادِ كتلكَ عليكَ بكَتْ جُلّقُ*

 

رَتَعْتَ بخُلدِك حتي غَنيتَ  وكـمْ مـن غنيِّ به مُمْلق

وثوبُ إلهِكَ من رحمـةٍ    يظـلُّ جديـداً ولا يخلُقُ*

 

سعود الأسدي

الناصرة في 31 أيار 2012

 

.....................

*أفلق الشاعر: أتي بالمدهش العجيب فهو مُفلِق .

*استبان: ظهر واضحاً .

*الرحيل: هو ديوان شعر مطلق عبد الخالق صدرعام 1937.

*الرحيل: رحيل الشاعر بحادث مفجع في حيفا بتاريخ 9/11/1937

*الرحيل: الرحيل عن فلسطين عام 48 عام النكبة، والشتات في المهاجر .

*ضجعة الموت: ديوان شعر منثور تأليف الدكتور داهش بك العالم النفساني والمنوّم المغناطيسي الأول في فلسطين، وهو سرياني الأصل، وكان صديق الشاعر، توفي في نيويورك عام 1984

وضجعة الموت تحفة أدبية وفنّية نادرة خطّته أيادي أشهر خطّاطي ذلك الزمان وهم: عبد القادر الشهابي وسيد إبراهيم ومحمد حسني ونجيب هواويني، وقد نظمه مطلق شعراً وزيّنه بلوحات أسطورية جميلة للفنّانين الإيطاليين: مورلي، وبوجورو، وشانترون . *الأبلق: هو حصن السموأل بن عادياء

*جُلّق: اسم مدينة دمشق .

*لا يخلُق: لا يهترئ .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2141 الأثنين  04 / 06 / 2012)

 

في نصوص اليوم