نصوص أدبية

ألمبرر !! / مسلم السرداح

حدود الدولة متثلمة، صغار يتجاسرون على الميناء، الأرض تقاسمها المتحاسمون، طيور مهاجرة تساقطت من الرعب، هربت الأخرى ولم تعد، صار الوطن محمية للخوف، أصوات قعقعة السلاح و بساطيل الجنود تحاصر المدن . لا قانون إلا " سِنينة " العشائر العمياء، دولة لا تحمي المواطن، أحزاب متفرعنة ضد ثوابت الإنسان، لا امن ولا أمان، سرطانات وايدز تجاوزتا الدم إلى الهواء، وزارة الصحة فاسدة، وزارة التجارة فاسدة، الوزارات الأخرى مترهلة وفاسدة، الطائفية تحول الدنيا إلى مجزرة للذبح الحلال .

وأخيرا جاء الفرج، المسؤول الديني، الموغل بـ " المتعة " باللحم الأبيض، والأحمر، عزا السبب إلى عدم احتشام النساء، داعيا سماحته التجار إلى استيراد مزيد من براقع الوجه سوداء اللون وعصّابات الرأس ذات اللون الأسود وأغطية سميكة لتغطية أجساد النساء، لونها اسود . ولم ينس سماحته الملابس الداخلية للنساء، التي اشترط أن تكون سوداء .

خطر

في الجنوب، ذي المناخ الصحراوي الساخن الجاف، هنا في حديقة بيتي، زرعتُ نخلة أولا ثم زرعتُ تحت ظلها بقية الأشجار التي لاتحتمل الجفاف والحر، كما علّموني . ولكني لم ازرع يوما وردة، رغم عشقي للورد، لأني كنت متأكدا إن لن يمر موسم واحد دون حدوث عاصفة، تقتلع الأزهار .

أتصرف هكذا كي لا أكلف النخلة، التي أحترمها، مسؤولية الخيانة .

 

دجل ونفاق

كانوا في مهمة رجل بغطاء رأس اسود، وآخر بلا غطاء اسود، وثالث بلا غطاء، - يشبهني - .

قال الأول :

- أنا لم أكن من أتباع النظام القديم، ولكني أعلن نفسي الآن واعظا لجنّة، عرضها السموات والأرض، لن يدخلها سواي وأتباعي .

وقال الثاني:

- أعلن نفسي تابعا للرجل بغطاء الرأس الأسود أتعلق بثيابه حيا، ليوصلني للدنيا، وميتا لأدخل من خلاله الجنة، لان غطاء رأسه اسود .

- أنا ارفض دنيا وجنة المهزلة، وانزع الاثنين الدجال والمنافق . قال الثالث، - الذي يشبهني - .

 

قرية

في قرية غريبة الأطوار، ثلاثة أخوة . قال الأول : أنا طيلة حياتي سيد القرية وحاكمها، دون غيري . و الآن لن اقبل أن يتغير وضعي .

قال الثاني: لنبدأ الآن من جديد، ولن يتغير وضعك، فنحن اخوة، وعفا الله عما سلف .

قال الثالث، وهو يحاور نفسه : أنا، ميكيافيلي النزعة، وهذه فرصتي . سأسحق من يقف في وجهي .

تهامس الثاني و الأول : لو يضع الأخ، هذا الثالث، أوهامه جانبا، ويعرف وضعنا، وحالنا .. . لأننا رغم ذلك، أبناء قرية واحدة، ونحن جميعا إخوة .

 

ليس اكتشافا

أنا من ضيع في الأوهام عمره، وما أكثر ما توهمتُ بأشياء وأشياء رغم حذري وإيماني الشديد بان " الغبي من يُلدغ من جحر ٍ مرتين " . ولكنها مهزلة اللدغة الثانية التي تأتي بعد زمن طويل من اللدغة الأولى . ويالها من عبارة غامضة " الزمن الطويل " ..هههههاي، إذ عنده تكون الثقوب قد تغير شكلها، وان الذي يلدغك فيها صديق أو أخ، يتدثر بدثار أفعى .

 

تعريف

الحرباء كائن صغير ارضي، يتغير لونه حين يتغير لون بيئته، ليحمي نفسه من شرور الآخرين . كان ذلك ما تعلمته في المدرسة، من كتب علم الأحياء . ولكن إليك ما تعلمته من مدرسة الحياة :

الحرباء كائن بدائي، وهي لا تقوم بشيء، وإنما ذلك من فعل الطبيعة المفروض عليها . اما الإنسان، فانه كائن متطور وعاقل كبير .

وان الحرباء تحذ ر أذى الإنسان، لقدرته على التلون، بغض النظر عن لون بيئته .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2142   الثلاثاء 5/06/2012 )

 

في نصوص اليوم