نصوص أدبية

فَدَاكَ قَلْبِي / كوثر الحكيم

أضْرَمْتَ فِي جَسَدِي الجَحِيمَ

ورُحْتَ تَغْرِزُ أسْهُمَكْ

إذْ كَيْفَ تَمْسِكُ نَاصِعاً

وكَيْفَ تَرْشِفُ مُلْهِمَكْ

أقْطِفْ مِنْ ثِمَارِهِ

أنَّهُ حَبَقٌ يُحَلِّي مَبْسَمَكْ

ودَعْ عُذُوبَةَ نَبْعِهِ

تَنْسَابُ حَتى مِعْصَمَكْ

خُذْهُ لَدَيْكَ مُسَكِّناً

لِتُرِيحَ فِيهِ أعْظُمَكْ

رَبَّيتُهُ .. زَيَّنتُهُ

أطَعَمتُهُ لِيُطْعِمَكْ

أسْقَيْتُكَ مِنْهُ الحَيَاةَ

أنَسِيتَ أنَّهُ أكْرَمَكْ ؟

يا مَالِكاً بِكَفَيْكَ البَيَادِرَ

تُلَّوِنُها أشْغُفُ مِبْصَمَكْ

وتَرْسِمُها فِي القَطِيفَةِ

رُؤىً، سُبْحَانَ مَنْ عَلَّمَكْ

فَإنْ أنْتَ قَسَوْتَ عَلَيَّ

دَعَوْتُ اللّهَ أنْ يَرْحَمَكْ

يا جَاحِداً .. يا ظَالِماً

يا كَافِراً .. مَا أظْلَمَكْ !

فَأنا أُحِبُّكَ يا حَبِيبُ

فَلا تُصَدِّقُ واشياً

مَنْ كَلَّمَكْ

بِأنِّي أُسَامِرُ نَجْماً

غَيْرَكَ، وسَلَوْتُ أنْجُمَكْ

فَكَيْفَ أهْجرُ قَدَرَاً لِي

وفَوْقَ جُدْرَانِي أرْسُمكْ ؟!

وكَيْفَ تُصَدِّقُ عَاذِلاً

فِي وَشْيهِ قَدْ أوْهَمَكْ ؟!

فَطَيْفُكَ فِي مُخَيِّلتِي

يُنْعِشُ رُوحِي بَلْسَمكْ

فأنَا مُغَامِرَةٌ مَا زِلْتُ

أهْوَى أنْسُمَكْ ..

أُكَذِّبُ ظَنِّي، وأدْفُنُ حُزْنِي

فِي سَرَابِ مَزَاعِمكْ

دُمُوعِي أغْرَقَتْ مُدُناً

وشَوْقِي يَشْرَبُ عَلْقَمَكْ

يا نَاشِداً لَحْناً بِأرْضِي

فَدَاكَ قَلَبِي .. سَلِّمتُهُ لَكْ

فَأنْتَ مَوْلايَ، ومَالِكَ

تُرْبَتِي .. فَدَعْنِي أُكْرِمَكْ

سَعَادَتِي الآنَ أنِّي أفْهَمَكْ !!

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2143 الاربعاء  06 / 06 / 2012)

في نصوص اليوم