نصوص أدبية

اقْـتَـرَفْتُ ... يَــــدَاكـَ ! / ياسمينة حسيبي

وأنا التي زيّنتُ أصابعي بحرير الياسمين

لِـتـليقَ بِـترْويض الخيول في دمــائكَـ ! 

كيفَ اتّـسعتْ عيناكـَ لإثم النّـظرات  

وهما محراب صلاتي ونُسْكي وكلّ التراتيلْ ؟

خلعتُ ثوبَ الرّوح عند باب قلـبكـَ  

ودلفتُ أُحَـوْصلُ غفران الحُب

أكـفّرُ عن سوء ظنّ بالعشقِ والأقاويلْ 

أتوضأ من كــوثر الرّضابِ 

وأرتّلُ قـدّاس الشفاه في خشوع وتبْجيلْ

قلبي يشهقُ بكـَ وينزُّ لهفةً

وكثافة الشوق تزيد من همسٍ وتقبيلْ   

تتماوج جدائل شعري الغجري 

تتراقص كأوتار زِريابٍ

تقتفي أصابعكـَ ، 

وأينما تتمايلُ أطرافُها... تميلْ

يارجلاً يمتزج بدمي

كامتزاج الخمرةٍ بالماء الزّلال

ليلتُنـَا خلاسية الهوى 

فراقصني على إيقاع المطر 

لتتَهيّج نون الحنينِ في راحةِ اليدين

هذي شفاهي كالنّوْل...ضامئةٌ

وهذي عينايَ تتلألأ فيها الأنجمُ والقناديلْ

تجْـترحُ من ذهولي جحيما .. وجنةً 

وتقايض لهفتي خَيالاً ووُعودًا ومواويلْ

 

تمسكُ بتلابيبِ ارتباكي فلا يستكين ! 

وبين ألواح موسى وصبر أيوب...

أذوبُ... وأذوب 
وما عرفتُ كيفَ أتوبْ ؟!

قلبي -هذا الأرعن- يطيش منه الشّغف

وليسَ لهدْأتهِ من سبيلْ 

تعال نقتسمُ احتمالات اللّقاء القادم :

قبلة منكـَ .. 

والثانية منكـَ ...

والثالثة منكـَ...

وأنا؟

أنا أمدّ يدي في خيالي فيستئذبَ ويعوي

أجلسُ - بكلّ براءةٍ -

في الجهة الممنوعة من الحب

أرمّمُ حلُمًا طائشًا 

أرتّقُ تسبيلةً غجرية..

أُراوغُ عطشًا ...

كذلكـَ صدقتْ نبوءة العرافة :

عشقٌ يُفني القاتلَ ... والقتيلْ

ملأْتَ من أنفاسي ...

يداكَ المشاغبتين   

علّمتني كيف أتراهقُ...

حتى هزأَ مني العُمر

علّمتني المشيَ

على أطرافِ الرعشات حافية القدمين

جعلتني أُوخزُ خصر الدقائق 

بإبرة الشغف

وأبحثُ عن نظَراتكـَ ...

لتطوّقني كالسّجن

لتُداهمني كالمطر

لترُجّني كالصّاعقة

وآه ٍمن صوتكـَ المبلّـل بالندى 

إنّه ... يشطُرني نِـصفين 

وكلّـكََ ؛ تقتحمُ ابتهالاتي 

وتسابيحي ... وصلواتي

تُشَرّع أبوابَ روحي من كلّ صوبٍ

تُمارس عليها أبجدية "التفاصيلْ " 

يديكـَ الطاعنتين في عُذرية اشتياقي 

تُـرْبِكان مفازات الجلد باسم الحنين

وحضنكَ يكبّلني ...

تبًّا لحضنٍ يجيدُ التّكبيلْ !

من هولِ ذهولي ...ركضتُ

وتركتُ فَـرْدةَ قَـلبي على أعتاب نشوتكَ

اقترفتُ يَدَاكـَ متعمّدةً ... 

وآهٍ... نَسيتُ أن أطمِسَ الدّليلْ ! 

 

ياسمينة حسيبي

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2143 الاربعاء  06 / 06 / 2012)

في نصوص اليوم