نصوص أدبية

لا أحد / علوان حسين

لا أحد سوى الوردة

تفرط لي أسرار الكون .

لا أحد سوى الألم

يكشف لي عن مكنونات نفسه .

في الليل حيث ينصب لي الحنين أفخاخا ً

حائرا ً كيف أصف شبق الليل

وهو يأخذني إلى كسور ٍ تجسها

في العتمة الشفافة

حيث يتجسد ُ الحب ُ على شكل

امرأة ٍ غائمة الملامح

عبثا ً تستدرج الليل ليغفو قليلا ً .

يستيقظ الليل عادة ً معي

تكون الأرض ُ وقتها معلقة ً

في سماء ٍ ما غير مرئية ٍ

الصباحات ُ تـُمكر ُ بي أحيانا ً

تهبط في منتصف الليل

تسير من حلم ٍ إلى حلم ٍ

مثل فكرة ٍ طائشة ٍ في الرأس

لا أحد يتذكرني في الليل

سوى الليل .

يقف البلبل على ساق نبتة

يستدرج العاشقين لصوت الغناء

ثمة الشجرة منقوعة بالماء

العصفور لا يحب المطر

جدران بعدد كلمات القصيدة تنام معي

النار التي أرعاها بصمت

نار ٌ يانعة كالحزن

أضع ُ الأحلام في حقيبة

تتركني وحيدا ً وترحل .

كل يوم ينتحر شاعر ٌ في قصيدة

كم قمر مهجور في مرايا الليل

تحت المياه الشفافة

يبدو النهر الغريق بكامل أناقته ِ

وهم الحب أجمل من عدم وجوده

تعلقت ُ بك ِ قبل أن أراك ِ , كيف لو بزغت ِ نجمة ً في سمائي ؟ سأنتظرك ِ ولو لبضعة أعمار ٍ أخرى لأجد َ ماتبقى من سعادة ٍ على يديك ِ لتوقظين َ طفولة ً راقدة تحت المياه ويمتلأ ليلي بالأحلام وبأصابع من ورد تنتزعين شوك القلب فيبتسم الحظ ولو مرة ً واحدة ً يعود للكلام معناه ُ وللوقت نضارته , لا أدري كيف يولد الحب , من وهم أحيانا ً وتارة ً ننسج له قصصا ً خيالية ً كي يبدو حقيقيا ً ونصدق براءة المرآة كي نكذّب َ وساوسنا ولا نقع ضحايا الحنين .

أصغي إلى صوت قلبي

أقول لنفسي لقد إنكسر شيء ٌ ما في داخلي .

قسما ً بضحكة مارلين مونرو

وبالحزن ِ المقيم في أفئدة الشعراء

وإنه قسم ٌ لو تعلمون عظيم ٌ

لا قمر يضيء ليل الوحيد

سوى الليل حارس الأوهام

مهندس الجنون ومبتكّر الألغاز .

وحدي أجلس في حديقة الليل

أرقب الله يفتح أبوبه

أنتظر كالعاشق قطارا ً لن يأتي

ومحبوبة ً أعرف إنها لا تجيء

لكني بقلبي المكلوم

أصطاد سمكة ً خرافية ً

من ليل ٍ غارق ٍ في الظلام .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2147 الأحد  10/ 06 / 2012)

في نصوص اليوم