نصوص أدبية

هَذَيَــــان ../ بوعبد الله فلاح

 

 

...

مثلَ الذينَ مضَوا سنَمضِي

تارِكينَ اليأسَ في الأحياءِ..

بعضُ المدينةِ مُوحِشُ

والبعضُ يركلهُ الظلامُ

أزِقَّةٌ تَهذِي مِنَ الحُمّى

صبِيٌّ لم يَجدْ كُرةً يُداعِبُهَا

ولَـمْ تجدِ الصبيّةُ دُميَةً

كانتْ هديَّتَهَا الوحِيدَةَ

رُبَّمَا دُفِنَتْ معَ الأشلاءِ...

مثلَ الذينَ بَكَوْا سنَبْكِي

السنديانَةَ ..لا ظِلالَ

ولا دُمُوعَ ..

فمَنْ يُعِيرُ العينَ

شيئًا مِنْ فُتَاتِ الماءِ...؟!

كتِفُ الصباحُ مُضرّجٌ بدِماءِ..

وفمٌ المسَاءِ مُتَوّجٌ بكآبةٍ

وبِليلةٍ ليلاءِ...

مَنْ يُنقِذُ المِفتاحَ مِنْ

غازِي حُصونِ الغازِ

والنَّفطِ الذي حبَلتْ بِهِ

الأرضُ التي نحيا عليهَا

مُرغَمينَ كأنّنَا نتسوَّلُ

العيشَ الكريمَ

بِحضرةِ الأعداءِ..

مَنْ قالَ : هذه أرضُنَا؟

زيفٌ ..

ومَنْ قالَ : القبِيلةُ لا تزالُ

بِقبضةِ الشُّعراءِ..

بالأمسِ كانَ الرّعبُ

يَصرُخُ  في القصيدةِ..

قُلتُ : كانَ..

وصارَ مثلَ هباءِ...

كُنَّا نُبجِّلُ سورةَ الإسراءِ..

كُنَّا نُفاخِرُ غيرَنَا

بِحروبِ أَمّتِنَا

ونذْكُرُ خالْدًا..

عُمَرًا..صلاحَ الدّينِ

نيأَسُ مرَّةً أُخْرى

كأنَّ الأمسَ طيفٌ

خُدعَةٌ..

إنِّي أُحِبُّكِ..

كنتُ أهذِي

مُتْعَبَا بجفاءِ...

لا ناقةً لِي في السِّياسةِ

والحُروبِ..

وسيرَةِ الخُلَفاءِ...

أنَا آدَمُ المَنسِيُّ

في مُدُنِ الأَسَى

ورجائِي...

ألّا تجُورَ  ببونِهَا

حوَّائِي

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2151 الخميس  14/ 06 / 2012)


في نصوص اليوم